الملحق الثقافي- سوزان موسى درة:
مع كل القضايا التي لا تزال عالقة هنا وهناك تحت سماء سوريتنا المتعبة، لا زلت أعتقد أن مفهوم العلاقات الإنسانية هو قضيتنا العظيمة، لأن السعادة تنمو في العلاقات الإنسانية الناجحة، مهما كانت أشواك هذه الحياة، فكيف يكون الحال مع من اختاروا الأدب رسالة ومهنة!! بالتأكيد يعنيهم هذا المفهوم كقضية وآلية، ﻷن العلاقات الإنسانية هي محور هام في حياتهم اليومية، وقد تكون ركيزة، تدغدغ حساسيتهم، تؤثر على طرائق تفكيرهم، ترافق مسيرتهم، تثريهم وترثيهم، وأياً كانت شدتها أو عمقها، ستتكفل ببلاغة الكاتب شاء أم أبى، وباستجابة القارئ شاء أم أبى أيضاً، فمهما ضحلت قيمة القراءة، سيبقى التصفح الإلكتروني مع شقاء الحياة المتصاعد، هو الوجبة المجانية التي تطيب لغالبية شرائح المجتمع، عبر صفحاتهم الفيسبوكية.
العلاقات الإنسانية ليست مجرد أحاسيس وتصرفات تتلخص بالذوق واللطافة والانسجام، هي أهم بكثير، وأعمق بكثير، لأن الإنسان أعقد الكائنات الحية، وكل ما ينجم عنه يستحق التفكير والتساؤل.
توصل علماء النفس إلى تحليل ما أسموه الدوافع البشرية من جهة، وآليات الدفاع من جهة ثانية، كأساس ومؤثر للكثير من أفكارنا وأحاسيسنا وردود أفعالنا، وصنفوا طبيعة العلاقات الاجتماعية التي يتعايش معها الإنسان من أولى الدوافع؛ فإن كان الافتقار للعلاقات الإنسانية السوية هو من الأمور الإيلامية في مجتمعنا، فهذا يعني أنه دافع هام، ومحرك هام في الوقت نفسه، وأن التعبير هو آلية الدفاع الأكثر عرفاً في حياة الكتاب على العموم، الروائي، والصحفي والأديب والشاعر..
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل حساسية الكاتب لكل من حوله، ومايجري حوله شقاء محتم له؟
وإلى متى هذا الافتقار اﻹنساني في مجتمعنا؟
العدد 1162 – 10-10-2023