الثورة – ناصر منذر:
تمعن قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائمها الوحشية بحق أطفال قطاع غزة، بتواطؤ أميركي وغربي، وتواصل قطع الماء والغذاء والدواء عن القطاع المحاصر، إلى جانب مواصلة قصف المشافي وسيارات الإسعاف، في محاولات يائسة لترهيب الشعب الفلسطيني في غزة، وإجباره على النزوح من أرضه، في سياق مخطط التهجير القسري الذي تحاول قوات الاحتلال تنفيذه بقوة البطش، وتروج له الولايات المتحدة من خلال محاولات الضغط على عدد من دول المنطقة، الأمر الذي لاقى رفضا واسعا وإدانات دولية، لمخالفته الصريحة لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني.
المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” سليم عويس دعا في هذا الإطار إلى إعلان هدنة إنسانية في غزة وممرات آمنة للوصول إلى الأطفال والأسر المحتاجة لتقديم الدعم لهم، مؤكداً أن الوضع الإنساني صعب جداً.
وقال عويس، إنّ “الوضع الإنساني في غزة صعب جداً”، مناشداً بإعطاء هدن إنسانية وممرات آمنة للوصول إلى الأطفال والعائلات المحتاجة ولتتمكّن هؤلاء العائلات والأطفال من الوصول إلى الخدمات.
ورداً على دعوة قوات الاحتلال الإسرائيلي لسكان غزة إلى التوجّه جنوباً، قال عويس “هذه الدعوات هي تصعيد خطير بالنسبة إلى الوضع الإنساني في غزة، فنحن نتحدث عن مليون شخص تقريباً في شمال غزة، لا يوجد لهم مكان آمن للذهاب إليه”، مؤكدا أن الأمم المتحدة بكل هيئاتها دعت إلى سحب هذا القرار والسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة لخدمة الأطفال والعائلات والمدنيين هناك.
من جانبها أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن سعي الاحتلال الإسرائيلي لتهجير المواطنين من قطاع غزة قسراً، ومنحهم مهلة 24 ساعة للانتقال إلى جنوب القطاع، في ظل حصار يحرمهم الغذاء والماء والكهرباء، لا يتوافق مع القانون الإنساني الدولي.
وأوضحت اللجنة، في بيان لها أنه في ظل وجود حصار عسكري إسرائيلي، لن تتمكن المنظمات الإنسانية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تقديم المساعدة للمواطنين، مشيرةً إلى أن احتياجات أهالي غزة كبيرة جداً، ويجب أن تكون المنظمات الإنسانية قادرة على زيادة عمليات الإغاثة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد عبر في وقت سابق عن رفضه لما أعلنته سلطات الاحتلال بشأن ضرورة انتقال جميع المواطنين الفلسطينيين شمال وادي غزة إلى جنوبي القطاع.
وقال: إن الحصار الكامل الذي أعلنه الاحتلال الإسرائيلي يؤدي بالفعل إلى كارثة إنسانية في غزة، إذ تشير التقديرات إلى تشريد أكثر من 250 ألف شخص، وتوقف محطة الكهرباء الوحيدة عن العمل، والشح الحاد في المياه.
بدورها أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن رفضها المطلق، وإدانتها لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني.
وأدانت المنظمة في بيان لها منع قوات الاحتلال وصول المستلزمات الدوائية والإغاثية والاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وجددت المنظمة مطالبتها المجتمع الدولي بالتحرك العاجل، واتخاذ إجراءات فاعلة، لوقف كل أشكال العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة، مؤكدة ضرورة توفير ممرات إنسانية، لتوفير الاحتياجات الأساسية لقطاع غزة.
وفي السياق ذاته، حذر مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ تهديداته بتهجير أكثر من مليون فلسطيني في شمال قطاع غزة وترحيلهم إلى جنوبه، واصفا هذا الأمر بالمرفوض.
ونبه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى خطورة “تصعيد الأوضاع على الأرض، معتبرا أن المنطقة على شفا حرب واسعة النطاق وكارثة إنسانية غير مسبوقة”.
