الثورة – ترجمة غادة سلامة:
لماذا اختارت المقاومة الفلسطينية هذا التوقيت الحساس لتنفيذ عملية “طوفان الأقصى” الواسعة التي فاجأت “إسرائيل” وكسرت شوكتها واخترقتها؟، وما الأسباب التي دفعت المقاومة الفلسطينية إلى إطلاق هذه العملية في هذه اللحظة بالذات؟.
لبدء الحديث، ينبغي لنا أن نستخلص الدروس من التاريخ، ويظهر التاريخ أن المشروع الاستيطاني بدأ في أواخر القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين بدأ التنفيذ تدريجياً، بدءاً بالمؤتمر الصهيوني الأول وإعلان هدف قيام “إسرائيل” على أرض فلسطين، وفي وقت لاحق، تم تسهيل الهجرة اليهودية في ظل الانتداب البريطاني، ووضع اليهود الأساس لبناء “إسرائيل” على حساب الشعب الفلسطيني في عام 1948 وفي وقت لاحق، تم احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية بعد عام 1967، في تجاوز لمبادئ القانون الدولي.
ويكشف لنا التاريخ أن كل ظاهرة استعمارية حظيت بالمقاومة، وفي كثير من الأحيان، تبدأ المقاومة بسيطة ومن ثم تتوسع وتنمو تدريجيا بفعل عوامل مختلفة، منها الإيمان بالقضية والسعي إلى تحرير الأرض المحتلة التي استولى عليها المستعمر بالقوة، كما فعلت “إسرائيل” تماما بفلسطين عندما استولت عليها بالقوة.
تُظهر “الحكومة الإسرائيلية” الحالية تطرفاً لم يسبق له مثيل، حيث يؤيد الوزراء الإسرائيليون (أي إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريش) أفكاراً متطرفة، ويسعون إلى توسيع المستوطنات وطرد وتشريد المزيد من الفلسطينيين من أراضيهم وبناء مستوطنات جديدة عليها، وقد أثرت هذه الممارسات على الفلسطينيين وساهمت بتصعيد الأمور إلى حد كبير.
بالإضافة إلى ذلك، توسعت الممارسات الاستيطانية التعسفية والانتهاكات الإسرائيلية بشكل كبير، ومع مرور أكثر من 30 عامًا على اتفاقات أوسلو دون أي تقدم، دفع هذا الوضع المقاومة الفلسطينية إلى إعادة النظر في استراتيجيتها ردًا على التصعيد الإسرائيلي.
لذا، فعندما تُغلق الأبواب الدبلوماسية وتصاب جهود السلام بالركود، وفي هذه الظروف لا بد من وجود عوامل داعمة لعملية مثل طوفان الأقصى.
المصدر – ميدل ايست منيتور