الثورة – فؤاد الوادي:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يمكن الاتفاق مع الإدارات الأمريكية لأنها تغيّر مواقفها، لدرجة يتعين معها البدء من الصفر كل مرة.
جاء ذلك في مقابلة لبوتين مع تلفزيون الصين المركزي عشية زيارته إلى منتدى مبادرة “حزام واحد، طريق واحد” الثالث في بكين، حيث تابع: “لقد وعد حلف شمال الأطلسي عام 1991 بعدم التوسع شرقا، ومنذ ذلك الحين شهدنا (خمس موجات) من توسع الحلف”، وأكد الرئيس الروسي على أنه بسبب عدم الالتزام بالاتفاقيات، فمن الصعب للغاية إجراء حوار مع هؤلاء.
وقال: “لقد أخبرتنا الإدارة الأمريكية آنذاك، عام 1991، أنه لن يكون هناك توسع لحلف (الناتو) نحو الشرق، وفي كل مرة أعربنا فيها عن مخاوفنا، قيل لنا دائما: حسنا، نعم، وعدناكم بعدم تمدد (الناتو) شرقا، لكن هذه كانت وعودا شفهية، أين الورقة التي تحمل توقيعنا؟ لا توجد ورقة، حسنا، هذا كل شيء، وداعا، كما ترى، فالأمر صعب للغاية”.
واستشهد بوتين كذلك بالاتفاقيات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني مثالا، حيث تابع: “لقد تفاوضنا لفترة طويلة جدا فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. اتفقنا، وتوصلنا إلى حل وسط، ووقعنا الوثائق، وجاءت إدارة أخرى، وانتهى الأمر، ألقت بكل شيء في سلة المهملات، كما لو أن هذه الاتفاقيات لم تكن موجودة أبدا، كيف يمكننا الاتفاق مع هؤلاء؟!”.
وتساءل الرئيس الروسي عما إذا كانت كل إدارة ستغير المواقف، وسيتعين البدء من الصفر مجددا، وقال: “إن ذلك ينطبق على أي قضية”.
في غضون ذلك، أكد رئيس دائرة الخارجية الروسية لمنع الانتشار والحد من التسلح إن روسيا ستواصل الالتزام بوقف التجارب النووية، ولن تجري أي تجارب إلا إن أقدمت واشنطن على ذلك.
وقال يرماكوف إن “روسيا، في حالة سحب التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. لا يعني نيتها استئناف التجارب النووية”.مشددا أن “روسيا لن تجري تجارب نووية أولا ولن تفعل ذلك إلا إذا اتخذت الولايات المتحدة مثل هذه الخطوة أولا”.
وأضاف أن الولايات المتحدة بالمقابل لا تتخلى عن فكرة إجراء تجربة نووية كاملة كجزء من تحديث ترسانتها النووية منوها بموقع التجارب في نيفادا في حالة تأهب قصوى.
وأردف قائلا: “هناك دلائل على أن الولايات المتحدة تدرس إعادة أسلحتها النووية إلى بريطانيا، وهو ما سيكون خطوة على سلم التصعيد”.
ولفت يرماكوف إلى أن الغرب يخلق بقيادة الولايات المتحدة، مخاطر استراتيجية جسيمة، ولكن حتى الآن تم احتواء الوضع من أسوأ السيناريوهات، مشددا على أن “روسيا مستعدة لاتخاذ إجراءات مماثلة إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا”.
وفيما يخص مصير معاهدة ستارت الجديدة، لفت يرماكوف إلى “أن مصير المعاهدة يعتمد على الحقائق العسكرية والسياسية، وأصبح من الصعب الآن التنبؤ بتطورها”.
وأضاف أن الولايات المتحدة قوضت بشكل أساسي المبادئ الأساسية التي بنيت عليها الاتفاقيات مع روسيا في إطار معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) وسط عدم وجود أي مؤشرات على استعداد الولايات المتحدة لتغيير مسارها العدائي، الأمر الذي أجبر موسكو على تعليق تنفيذ معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية.
كما لفت إلى أن نشر الأسلحة النووية التكتيكية الروسية في بيلاروس يمثل الخلل في المجال الاستراتيجي الذي خلقته الولايات المتحدة.