الثورة – ترجمة هبه علي:
شددت الصين وروسيا مواقفهما تجاه الصراع في غزة في الأيام الأخيرة، حيث أدت الحرب إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية القائمة، وتسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين حلفاء الحرب الباردة والقوى الغربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
وقال وزير الخارجية الصيني خلال عطلة نهاية الأسبوع إن حملة القصف الإسرائيلية “تجاوزت نطاق الدفاع عن النفس” وإنها “يجب أن توقف العقاب الجماعي لشعب غزة”.
أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، احتمال أن يكون الحصار المشدد الذي تفرضه “إسرائيل” على غزة مشابهاً للحصار الذي فرضته الجيوش الألمانية على لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية.
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بكين يوم الاثنين الماضي قبل زيارة متوقعة لبوتين ستثير مخاوف الغرب بشأن الروابط الوثيقة بشكل متزايد بين القوتين.
لقد دعمت الصين القضية الفلسطينية تاريخياً لعقود من الزمن، كما فعل الاتحاد السوفييتي طوال فترة الحرب الباردة. وفي الآونة الأخيرة، سعت كلتا القوتين إلى تحقيق التوازن بين العلاقات الوثيقة مع “إسرائيل” وجهودهما الدبلوماسية الأوسع لكسب حلفاء في العالم العربي وعلى نطاق أوسع.
وتسعى روسيا للحصول على الدعم لحربها المستمرة في أوكرانيا، بينما تتطلع الصين إلى بناء تحالف أوسع من الدول النامية لتوسيع نفوذ بكين وتعزيز جهودها للتنافس مع الولايات المتحدة على الساحة العالمية.
لقد كانت بكين مؤيدة للفلسطينيين منذ أيام ماو، وهي تدرك العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.. الآن تقريباً أي شيء تدعمه الولايات المتحدة، يجب أن تكون الصين ضده. ترغب بكين أيضاً في أن يُنظر إليها على أنها داعم رئيسي للجنوب العالمي، الذي يضم معظم الدول العربية التي تحتفظ بعلاقات ودية مع الصين. قال الدكتور يو جي، زميل أبحاث كبير في شؤون الصين في مركز أبحاث تشاتام هاوس في لندن: “إنها مسألة الحفاظ على تلك العلاقات من خلال الاستمرار في دعم الفلسطينيين”.
وأشار محللون إلى أن الصين تتطلع إلى تهدئة القلق في العالمين الإسلامي والعربي.
ويزود الشرق الأوسط الكثير من احتياجات الصين النفطية وهو حلقة وصل في مبادرة الحزام والطريق، وهو مشروع البنية التحتية الطموح للرئيس شي جين بينغ لربط الأسواق في جميع أنحاء العالم وبالتالي توسيع نفوذ بكين.
منذ بدء الحرب، انتقدت وسائل الإعلام الرسمية الصينية “إسرائيل” وألقت باللوم على الولايات المتحدة، أقوى داعم لإسرائيل، في تأجيج التوترات في المنطقة.
وقال بوتين يوم الجمعة: إن “إسرائيل” ترد بأساليب قاسية “إن الخسائر في صفوف المدنيين – المحتملة في حالة وقوع هجوم بري إسرائيلي – ستكون غير مقبولة على الإطلاق.. الشيء الرئيسي الآن هو وقف إراقة الدماء”.
ويصر المسؤولون الروس على أن موسكو يمكن أن تساعد في الوساطة لأن لها علاقات مع “إسرائيل” والفلسطينيين وإيران والقوى العربية الكبرى.
كما حرص المسؤولون الروس على إلقاء اللوم على الولايات المتحدة في الصراع. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن الولايات المتحدة تتحمل “المسؤولية عن الحرب التي تلوح في الأفق في الشرق الأوسط”.
وتواجه القوى الكبرى الأخرى في العالم النامي خيارات دبلوماسية صعبة.
المصدر – الغارديان