الثورة – همسة زغيب:
أنماط وأشكال فنية جديدة مختلفة ومتنوعة نراها في الأعمال المعروضة فنياً وجمالياً وأسلوبياً في غاليري زوايا بدمشق وهو المعرض الرابع بعنوان“باريوتا” يحمل تواقيع لمجموعة من الفنانين والفنانات التشكليين من مختلف الأعمار، والنحاتين من مختلف الإختصاصات الفنية منها الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت، جمع المعرض تجارب العديد من الفنانين السورين ولهذا نلاحظ الاختلاف بين الأعمال، التي عبرت عن التجربة الإبداعية لكل فنان .
فكان المعرض فرصة للشباب كي يستفيدوا من خبرات الجيل الأول والتجارب الأصيلة التي تعتبر رسائل وإبداعات فنية تغني الساحة الفنية السورية .
جاء اسم المعرض “باريوتا” من اللغة الآرمية وتعني الخلق والإبداع، وهو بمشاركة الفنانين بشير بدوي، جان حنا، جمعة نزهان، رنا عثمان، غسان عكل، فارتيكس برصوميان، نعمت بدوي، نهى جبارة، هوري سالكوجيان.
تنوعت لوحات الفنان التشكيلي نعمت البدوي ابن مدينة حلب صاحب البصمة الفنية الخاصة المملوءة بالتنوع والتفرد والإبداع، فهو يملك تاريخا فنيا طويلا وحافلا بالأعمال التى تمثل حالة خاصة فى حركة التصوير، ويعد أيضاً واحداً من الفنانين الذين أثروا على الساحة التشكيلية السورية، فقدم تجربة جديدة انطلاقاً من موضوع واقعي بحت لعملين موضوعهما واقعي وهما “وجه أبي” و “يدا أمي المتعبين” مستخدماً طريقة جديدة وهي الأكسدة على صفيحة معدنية تتدرج بها درجات اللون عن طريق الاحتكاك فتعطينا اللوحة بلونها البني الطبيعي، بأبسط الأدوات وبأقل الإمكانيات يستطيع الفنان أن يقدم عملاً فنياً جديداً جميلاً .
أما الفنانة التشكيلية هوري سالكوجيان من مدينة حلب شاركت بأربع لوحات موضوعها المرأة وأشارت إلى أنها أرادت بلوحاتها أن تعطي صورة جميلة وحضارية عن المرأة.
وشارك الفنان التشكيلي غسان عكل بأربع لوحات كبيرة وعشر لوحات من الحجم الصغير تعبر عن العفوية وبراءة الطفولة، تجمع بين فن الحفر وفن التصوير، بمواضيع مختلفة منها الموضوع الذي شارك فيه سابقا مع مجموعة “باريوتا” وهي مستوحاة من قصيدة المومس العمياء للشاعر العراقي بدر شاكر السياب إضافة إلى لوحات صغيرة تعبر عن العفوية وبراءة الطفولة، وفي لوحاته الأخرى استحضر فيها خط النسخ العربي بكل بهائه وروعته معبراً عن التراث والحضارة .
أما الفنان التشكيلي جمعة نزهان قال إن المعرض المشترك هو فرصة لخلق هذا النوع من الحوار إضافة إلى كونه فرصة لالتقاء مختلف الأساليب الفنية لدعم تجربة الفنان والجمهور، فهي تعتبر لغة للحوار مع الطبيعة، الريح، الجفاف، الاخضرار، إنها تحولات تعبر عن حياة الإنسان بكل تفاصيلها، وعرض مجموعة من الأعمال التي تجسد طبيعة مدينته الجميلة دير الزور جمعها بلوحاته بكل مفرداتها وألوانها لضمان استمرارها، فاللوحات تمنح المشاهد شعوراً مختلفا للتفاعل مع الطبيعة.
أما الفنان التشكيلي بشير بدوي من مدينة حلب فشارك بلوحة من الحجم الكبير زيتية مرسومة على القماش موضوعها مستوحى من الرقص والموسيقا بأسلوب واقعي وتعبيري يرصد حركة ومشاعر الإنسان الداخلية.
ولا بد من القول في النهاية، إن المعرض الذي حمل اسم الجمال والخلق والإبداع، وجمع أعمالاً متعددة الأساليب، ليكون قريباً جداً من الإبداع الشخصي للفنانين الذين عكسوا الفن السوري من مختلف المناطق.