لا يصل الطفل إلى سن الخامسة حتى يحشى دماغه بكلمة حرام أو عيب، وإذا حاول أن يطرح أسئلة علمية موضوعية في بعض الأحيان ينهره والداه بدلاً من الإجابة على تساؤلاته بمهارة علمية وثقافة تربوية وتعليمية تناسب عمره.
في المراهقة تستيقظ حاجات جديدة كانت غامضة وغير ملحة كالحاجة إلى إثبات الذات، والاستقلال والتميز، والحاجة الجنسية، ورغبة المراهق باكتساب خبرات جديدة (حب الإطلاع والمغامرة )وعدم الاستقرار الانفعالي.
هذه الحاجات والرغبات غالباً لا تقابل بالرضا من الآباء وتنتهك من قبل ثقافة أبوية تحت عنوان (عيب أوحرام )وتواجه بالقمع والتحريمات لذلك يبحث الأبناء عن العزاء في جماعة الأصدقاء التي تتيح له حواراً متكافئاً يتناول فيه الأمور كلها التي يضرب حولها ستاراً من التحريم أو السرية في المنزل، وتصبح جماعة الأتراب مرجعية مطمئنة، أو مصدراً من مصادر تشكل السلوك
يواجه بعض الآباء تصرفات وسلوكيات الأبناء بنظرة مشوبة بالكثير من الخوف والتوجس، والخرافات والأفكار الخاطئة مستندين إلى جملة من العادات والتقاليد الموروثة.
إذا حرص الآباء على كتم أي معلومة وتحريم فعل ما فمن المؤكد أن الأبناء لن يعدموا الوسيلة أو الطريقة التي يمكنهم الوصول إليها في ظل التفجر المعرفي، والعصر الرقمي وربما يكونون عرضة للخطر إذا كانت مشوهة وناقصة وربما يخوضون تجارب مؤذية جسدياً ونفسياً في غفلة عن أسرهم.
يعيش الآباء أزمة وعي في تواصلهم مع الأبناء بسبب معتقداتهم التربوية التي اكتسبوها من عادات وتقاليد بالية، علماً أن الأسرة هي من يبني الأخلاق والقيم كما تقوم بنقل ثقافة المجتمع وتراثه ومفاهيمه إلى الأبناء وما هو مناسب اجتماعياً وماهو مرفوض ومحرم في نظام الأسرة والمجتمع ولكن في مناخ من الحب والحوار والصدق والتفاهم والاحتواء وليس التزمت والرفض والنبذ وثقافة العيب والحرام.