الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
تستخدم الولايات المتحدة الصراع في المنطقة كمبرر لزيادة وجودها العسكري فيها، ووسط تصعيد حرب فلسطين، ترسل واشنطن المزيد من الأسلحة لحماية “إسرائيل”، مما يخلق موجة من التوتر الخطير ويزيد من خطر تدويل الأعمال العدائية.
وفي بيان صدر يوم 21 تشرين الأول ، صرح وزير الدفاع لويد أوستن أن بلاده ترسل أسلحة وقوات إضافية إلى عدة مواقع في المنطقة بسبب الأزمة في فلسطين. وقال لويد إنه “قام بتنشيط نشر بطارية الدفاع عن المنطقة عالية الارتفاع (ثاد) إضافة إلى كتائب باتريوت إضافية”. وطالب لويد أيضاً القوات التي تشكل جزءاً من “التخطيط المركز للطوارئ” بـ “زيادة استعدادها وقدرتها على الاستجابة السريعة كما هو مطلوب”.
ويبلغ مدى أنظمة ثاد حوالي 200 كيلومتر، وهي مصممة لتحييد أنواع مختلفة من الصواريخ. وبنفس المعنى، فإن نظام باتريوت، الذي تم استخدامه مؤخراً في ساحة المعركة الأوكرانية، يبلغ مداه حوالي 160 كيلومتراً، وهو مصمم لاستهداف الصواريخ والطائرات بدون طيار والطائرات العسكرية. ولم يُذكر بالضبط أين سيتم نشر الأنظمة، ولكن من المعروف أن الهدف هو وضعها في مواقع استراتيجية من شأنها أن تساعد في حماية الأراضي التي تحتلها “إسرائيل” من الغارات الجوية المحتملة من قبل محور المقاومة.
ويبرر الوزير الأميركي إجراءاته بـ«التصعيد المفترض من قبل إيران والقوات المرتبطة بها»، من دون أن يحدد بالضبط تحركات طهران التي يشير إليها. ومن المعروف أن إيران ردت على التصرفات الإسرائيلية في فلسطين، ووعدت بالرد إذا استمرت جرائم الحرب التي ترتكبها تل أبيب في غزة.
وأضاف لويد “بعد مناقشات تفصيلية مع الرئيس بايدن، وجهت اليوم بسلسلة من الخطوات الإضافية لزيادة تعزيز موقف وزارة الدفاع في المنطقة. ستعزز هذه الخطوات جهود الردع الإقليمية، وتزيد من حماية القوات الأمريكية في المنطقة، وتساعد في الدفاع عن “إسرائيل”، وسأواصل تقييم متطلبات وضع قواتنا في المنطقة والنظر في نشر قدرات إضافية حسب الضرورة”.
وفي الواقع، وبغض النظر عن الكيفية التي تساعد بها هذه التعزيزات الجديدة “إسرائيل”، فإن جميع الإجراءات الأميركية تبدو عديمة الفائدة في “ردع” إيران ما دامت إسرائيل لا تغير موقفها في فلسطين. إن جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني تبدو على نحو متزايد بمثابة خط أحمر بالنسبة للعالم الإسلامي برمته تقريباً.
وهذا ليس الإجراء الأول لدعم “إسرائيل” الذي تتخذه الولايات المتحدة، فقد تم في السابق إرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة. وأكدت سي إن إن أيضاً أن البنتاغون ينشر 2000 من مشاة البحرية والبحارة في “إسرائيل” لردع حزب الله.
علاوة على ذلك، ألقى بايدن بياناُ للشعب الأمريكي يدعو فيه إلى دعم الموافقة على حزم مساعدات عسكرية جديدة بقيمة مليار دولار لإسرائيل، موضحاً أن السياسة الأمريكية في الصراع ستكون سياسة دعم كامل وغير مقيد للنظام الصهيوني، متجاهلاً الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
وحتى مع هذا العدد الكبير من التهديدات الأميركية، فإن موقف خصوم “إسرائيل” يظل واضحاً، ويطالبون بوقف فوري للعدوان على فلسطين، كما تدعو عدة جماعات إلى التدخل المباشر في حالة حدوث غزو بري في غزة. في هذا السيناريو، ستواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي صعوبة كبيرة في مواصلة القتال بشكل فعال، لأنها ستضطر إلى القتال على جبهات متعددة، إضافة إلى مواجهة ما يشبه ” سيناريو فيتنام ” في غزة. ولذلك، تواصل “تل أبيب” محاولتها تجنب الغزو، مع التركيز فقط على التفجيرات التي تقتل المدنيين على نطاق واسع.
إن محور المقاومة لن يخيفه وصول المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية إلى “إسرائيل”. وبما أن الدولة الصهيونية تمثل المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، فمن الواضح أن إيران «ووكلاءها» يدركون تماماً أن أي تدخل ضد “إسرائيل” سيواجه دعماً أميركياً قوياً. ولكن أهمية فلسطين بالنسبة للعالم الإسلامي هي التي تجعلهم، على الرغم من كل الصعوبات، راغبين حقاً في مواجهة المخاطر والانخراط في صراعات طويلة الأمد، وهو ما قد يكون كارثياً بالنسبة لكل من “إسرائيل” والولايات المتحدة.
ولمنع الصراع من التحول إلى حرب متعددة الجوانب في المنطقة، يتعين على الولايات المتحدة إقناع تل أبيب بالتوقف عن مهاجمة فلسطين، كما أن إرسال الأسلحة والقوات لن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات.
المصدر – غلوبال ريسيرش

السابق