الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
يتجاهل التقرير الأميركي الذي صدر مؤخراً حول التطور العسكري الصيني الحقائق، ويختلق القصص، ويستخدم خطاباً غامضاً، ويسيء تفسير سياسة الصين الدفاعية وإستراتيجيتها العسكرية، ويبالغ في تضخيم “التهديد العسكري الصيني” غير الموجود، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية الكولونيل الكبير وو تشيان.
ويتكهن التقرير الذي يحمل عنوان “التطورات العسكرية والأمنية المتعلقة بجمهورية الصين الشعبية 2023” والذي أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية، بشكل كبير بالتطور العسكري الصيني في المجالات النووية والفضائية والسيبرانية، ويتدخل في شؤون الصين الداخلية وخاصة فيما يتعلق بمسألة تايوان.
وقال المتحدث: “إننا نعرب عن استيائنا الشديد ومعارضتنا الحازمة لذلك، وقد قدمنا احتجاجات رسمية إلى الولايات المتحدة”.
وتصر الصين على طريق التنمية السلمية وتتبع سياسة ذات طبيعة دفاعية، فهي لم تبدأ حرباً ولم تحتل شبراً واحداً من أراضي دولة أخرى منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية قبل أكثر من 70 عاماً. وفي المقابل، فإن الولايات المتحدة المدمنة على الحروب تدير أكثر من 800 قاعدة عسكرية خارجية في أكثر من 80 دولة ومنطقة، حسبما قال وو، الذي أضاف: “لقد أثبتت الحقائق أن الولايات المتحدة هي المصدر الأساسي للفوضى في النظام الدولي، والمتلاعب بالاضطرابات العالمية من وراء الكواليس، وأكبر مدمر للسلام والاستقرار الإقليميين”.
ويتعين على الصين بناء جيش قوي في مواجهة بيئة أمنية دولية قاسية ومعقدة.
وقال وو إن الجيش الصيني لن يظل مكتوف الأيدي أبداً بينما تتعرض سيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية للخطر، ولن يسمح أبداً لأي شخص أو أي قوة بغزو الصين أو تقسيمها. كما يهدف تطوير الجيش الصيني إلى ردع تهديد الحرب، والدفاع عن أمنه، والحفاظ على السلام العالمي.
وشدد وو على أن الصين تحافظ دائماً على قواتها النووية عند الحد الأدنى الضروري للأمن القومي، وأنها ملتزمة دائماً بالحفاظ على الأمن الاستراتيجي العالمي، في حين تلعب الولايات المتحدة بمعايير نووية مزدوجة وتختلق الأعذار لتوسيع ترسانتها النووية والحفاظ على الهيمنة العسكرية .
إن عودة تايوان إلى الصين جزء من النظام الدولي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، وهو ما ورد بوضوح في إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام. لقد أصبح مبدأ صين واحدة، الذي أكده قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758، موضع إجماع دولي منذ فترة طويلة. وقال وو إن التواطؤ بين الولايات المتحدة وسلطة الحزب الديمقراطي التقدمي هو السبب الجذري لتغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان، حيث أنهما مثيري المشاكل الحقيقيين للتوترات في المنطقة.
وأكد وو على أن اتخاذ الصين الإجراءات اللازمة لحماية السيادة الإقليمية الوطنية أمر مشروع ومعقول وقانوني، وليس للولايات المتحدة الحق في التدخل.
“إننا نحث الولايات المتحدة على التوقف عن تعزيز العلاقات العسكرية بينها وبين تايوان والتوقف عن تسليح الجزيرة بشكل غير قانوني تحت أي اسم أو بأي شكل من الأشكال، والتوقف أيضاً عن خلق عوامل التوتر في مضيق تايوان، ودعم القوى الانفصالية فيه”.
وقال وو إن العلاقات العسكرية جزء مهم من العلاقات الصينية الأمريكية، وإن الصين تقدر العلاقات العسكرية وتحافظ على اتصالات صريحة وفعالة مع الولايات المتحدة من خلال القنوات الدبلوماسية العسكرية.
إن الصعوبات والعقبات التي تواجهها العلاقات العسكرية حالياً هي من صنع الجانب الأمريكي بالكامل، لكن الولايات المتحدة تتظاهر بالجهل، وتقوم بأشياء تضر بمصالح الصين الأمنية من ناحية، وتدعي أنها تريد إدارة الأزمة وتعزيز الاتصالات من ناحية أخرى.
وقال وو إنه على مدى 20 عاماً، التزمت الولايات المتحدة بعناد بتصورها الخاطئ للصين، ونشرت مثل هذه التقارير المليئة بالأكاذيب عاماً بعد عام، وهي خطوة تضر الآخرين وتضر الولايات المتحدة نفسها حيث تضلل هذه التقارير العالم.
وقال المتحدث وو تشيان: “إننا نحث الولايات المتحدة على التوقف عن اختلاق الروايات الكاذبة، وتصحيح تصورها الخاطئ للصين، وتعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات بين البلدين والجيشين بموقف صادق وإجراءات عملية”.
المصدر- غلوبال تايمز
