مطالبات دولية واسعة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة: الاحتلال يرتكب جرائم إبادة جماعية.. وعواقب التصعيد خطيرة ومدمرة
الثورة _ ناصر منذر:
تتواصل ردود الفعل الدولية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم العشرين على التوالي، حيث أكدت العديد من المواقف الدولية رفضها القاطع لسياسة الإبادة الجماعية التي تركبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال والنساء في غزة، مشيرة إلى أن قتل الأطفال والنساء وترك مئات الآلاف من الناس بلا مأوى وغذاء وماء ورعاية طبية هو أمر مرفوض، مطالبة بضرورة وقف العدوان فورا، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهالي غزة، محذرة في الوقت ذاته من التداعيات الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة ككل في ظل التصعيد اليومي للعدوان الإسرائيلي.
ففي موسكو، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض بلاده قتل الأطفال والنساء والمسنين وترك مئات الآلاف من الناس بلا مأوى وغذاء وماء ورعاية طبية في كارثة إنسانية حقيقية.
وقال بوتين خلال لقائه رجال الدين في موسكو اليوم: “إن روسيا تراقب الوضع المأساوي في الشرق الأوسط بقلق بالغ وموقفها من الصراع معروف، وتم التعبير عنه بوضوح تام أكثر من مرة، وهو لا ينطلق من باب استغلال الأحداث المأساوية الراهنة في الأراضي الفلسطينية، وإنما يستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على حل الدولتين”.
وأشار بوتين إلى أن المهمة الرئيسية اليوم هي “وقف العنف وإراقة الدماء، لمنع تصعيد الأزمة أكثر، ما يهدد بعواقب وخيمة وخطيرة ومدمرة، وهذه العواقب لا تقتصر على الشرق الأوسط وحده”، لافتا إلى أن هناك محاولات من جانب بعض القوى الغربية لإثارة المزيد من التصعيد، وجذب أكبر عدد ممكن من البلدان والشعوب الأخرى إلى الصراع.
كما حذر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدا أن الوضع في غزة كارثي، وقال : “تحدث كارثة إنسانية في غزة ويجب إيصال المساعدات الإنسانية في حين لا يُسمح لشاحنات المساعدات بعبور معبر رفح”، مبيناً أنه تم إدخال نحو عشرين شاحنة فقط وهذا قليل.
وفي طهران حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أن الأوضاع في منطقة غرب آسيا وصلت إلى نقطة مثيرة للقلق، وقال: إن “الظروف في منطقة غرب آسيا في ضوء المذبحة والإبادة الجماعية الجارية ضد أهالي قطاع غزة، والدعم الشامل الذي تقدمه الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بشكل أعمى للكيان الصهيوني، قد وصلت إلى نقطة مثيرة للقلق لجميع البلدان في المنطقة، وهناك احتمال أن تخرج عن السيطرة من أيدي جميع الأطراف”.
وشدد عبد اللهيان على ضرورة الوقف الفوري لجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد المدنيين في غزة والضفة الغربية، وإرسال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وواسع النطاق.
بدوره أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الإدارة الأمريكية مسؤولة بشكل مباشر عن جرائم الكيان الصهيوني المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الأولوية الرئيسية لبلاده هي وقف القصف غير المسبوق الذي يقوم به هذا الكيان ضد أهالي غزة.
وفي بيونغ يانغ، وصفت وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية القصف الإسرائيلي على المشفى المعمداني في قطاع غزة المحاصر الأسبوع الماضي بأنه جريمة حرب علنية، تمت برعاية الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية: إن “الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ما يجري بإعطائها “إسرائيل” الضوء الأخضر لذبح الفلسطينيين دون أي قلق، وكذلك من خلال تزويدها بالأسلحة والدعم العسكري بما في ذلك نشر حاملات الطائرات في الشرق الأوسط”، مشدداً على أن هذا يظهر أن الولايات المتحدة شريك تواطأ في الإبادة الجماعية التي تنفذها “إسرائيل” بحق الفلسطينيين وشجعها.
وفي السياق نفسه، انتقد رئيس الوزراء الإسكتلندي حمزة يوسف موقف كل من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم حزب العمال كير ستارمر الداعمين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال في حسابه على منصة “إكس” اليوم: “لا أستطيع أن أفهم موقف رئيس الوزراء أو عدم رغبة ستارمر بدعوة جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار”، متسائلاً في الوقت ذاته “كم عدد الأطفال الآخرين الذين يجب أن يموتوا قبل الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة”.
من جانها تساءلت الكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون عن عدد الشهداء الفلسطينيين الذين يجب أن يرتقوا حتى تشعر “إسرائيل” بالرضا وتحقق أهدافها مهما كان نوعها، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال ما زالت ولليوم العشرين على التوالي تقتل مئات الفلسطينيين، وتدمر أحياء برمتها في قطاع غزة دون أن يهتز ضمير قوة عالمية واحدة من القوى التي تدعم هذه الجرائم.
وأشارت جونستون في مقال نشرته على منصة ميديام الإلكترونية إلى أن “إسرائيل” تخنق الفلسطينيين في قطاع غزة بحصار يمنع فيه الحصول على مياه أو طعام أو دواء أو وقود، وتدمر الأحياء السكنية بأسلحة حرب ثقيلة فتاكة، وتدمر المشافي فوق رؤوس من فيها، وكل ذلك يحدث أمام مرأى العالم، ولن تتوقف حتى يستيقظ ضمير إحدى القوى الكبرى التي تدعمها، أو حتى تصبح عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” غير مناسبة من الناحية السياسية.