مستثمرون بلا ربطات عنق..

لعله تطور يستحق القراءة المتأنية، أن تدخل منتجات التصنيع الزراعي اليدوي “البيتي” على خط التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فبعد السيارات والعقارات يبدو أن هذه المنتجات الأسرية قد وجدت لها مكاناً على منبر تسويقي مجاني، بما أن منظومة التخطيط الرسمي قد نسيت أهم حلقة متممة لإنجاح “مشروعات الفقراء”، وسط صخب الحديث عن حتمية توطين المزيد من هذه المشروعات الموصوفة بأنها أهم الخيارات الإنقاذية البسيطة المتاحة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وقد يكون من اللافت أن تكون أعداد المشروعات غير المرخصة.. أي مشروعات الظل الصغيرة.. أكثر من الأخرى المرخصة وبفارق كبير ” ١٣ ألف مشروع مرخص مقابل ١٨ ألف أخرى غير مرخصة”، وبالتأكيد عدد النوع الثاني أكبر بكثير على اعتبار أن لاأداة موثوقة للإحصاء يمكن أن تلحظ مكونات اقتصاد متخف في الأقبية وداخل بيوت الأسر الباحثة عن مشروعات مولدة للدخل في هذا الزمن الصعب.
هنا يبدو السؤال ملحاً، عن الدور المفترض الذي يمكن أن تلعبه الجهات المعنية، في إيجاد طريقة ما لدمج منتجات المشروعات الأسرية في منظومة التسويق التقليدية، بما أن الأسر الفقيرة قد بادرت ولم تطلب قروضاً ولا إعفاءات من الفوائد، ولا أي تسهيلات من تلك التي تعد بها الحكومة عادة، فقط المساعدة في التسويق كي لاتقع الأسر المنتجة في مستنقع الكساد وبالتالي الفشل، والفشل هنا مشكلة كبيرة ستكون ذات انعكاسات قاسية على من بادروا وأنجزوا ما أنجزوه في الاتجاه ذاته الذي تسعى إليه الحكومة وتوصي به وتطلب دعمه ورعايته.
التسويق هو العقدة الأصعب التي تواجه الأسر المنتجة لسلع التصنيع الزراعي، لأن معظم هؤلاء يتموضعون في الأرياف بما أنها مطارح الإنتاج، و لديهم خبرات متوارثة في التصنيع و مهارات عفوية يسميها الاقتصاديون سلاسل القيمة المضافة، أي يجيدون الإنتاج ويجهلون التسويق، فمن سيساعدهم ويدعمهم ..وكيف ؟
المطلوب اليوم أكثر من أن توجه الحكومة وتكرر التوجيهات خلال اجتماعات مجلس الوزراء أسبوعياً، بدعم مشاريع التصنيع الزراعي.. ولابد أن يعرف الجميع كيف سيكون هذا الدعم وبأي وسائل، وما دور كل وزارة ومؤسسة رسمية أو أهلية في ذلك..؟
والمهم أكثر أن نسمع قريباً عن توجيه بإعداد خطة واضحة لتسويق منتجات التصنيع الزراعي، خطة قابلة للتنفيذ لا لمجرد رفع العتب، والأهم أن ننجز ذلك بسرعة لأن فشل المشاريع الأسرية سيكون ارتكاسة وخيبة أمل كبيرة من النوع الذي نكره.

 

نهى علي

آخر الأخبار
كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس... وسط تحديات كبيرة.. فرق الإطفاء تسيطر على معظم الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة   إجماع عربي وإسلامي على إدانة تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"  الصناعات السورية بوضع لا تحسد عليه ..   محمد الصيرفي لـ"الثورة": أمام انفتاح الاستيراد على مصراعيه.... " قمة ألاسكا" .. صخب وأضواء  بلا أي اتفاقات !   رصين عصمت لـ"الثورة": الدراسات الهندسية لضمان تنفيذ المشاريع بأفضل المواصفات  رئيس لجنة التحقيق الأممية: تقريرنا يكمل عمل الحكومة السورية ويعزز مسار الإصلاح  "التقدمي الاشتراكي" يطرح رؤيته للحل في السويداء  "قسد"  ترسل تعزيزات عسكرية استعداداً لحملة مداهمات في قرى دير الزور بمشاركة مشرّفة من المجتمع المحلي.. إخماد حريق قرية بملكة في طرطوس حمص تفتح أبوابها للسياحة… جولة بين حجارة القلعة وحدائق الغاردينيا أكثر من 70 فريق إطفاء ومروحيات  في مواجهة الحرائق النقل الداخلي.. من "فرنٍ متنقل" إلى واحة نسمات باردة تعويض الفاقد التعليمي للتلاميذ في بصرى الشام غرفتا عمليات لمتابعة إخماد الحرائق.. وزير الطوارئ: الأولوية الحفاظ على الأرواح والممتلكات وزير الطوارئ رائد الصالح: جهود كبيرة للفرق العاملة على إطفاء الحرائق قبيل لقائه بساعات .. ترامب يحذر  بوتين من العبث معه لليوم الخامس على التوالي.. انتشار حرائق جديدة في كسب