الثورة – عبير علي:
وسط حضور جماهيري كبير، ضمّ كوكبة من الشعراء والإعلاميين والمثقفين، أقيمت أمسية شعرية في ثقافي المزة، قدّمتها وافتتحتها الشاعرة “رود مرزوق” بقصيدة “عرس الشهيد”. القصيدة التي زفّت فيها شهداء الوطن الأبرار، ممن قضوا في الكلية العسكرية في حمص، مثلما شهداء غزة، وبقولها:
عرس الشهيد أتى الأحباب كلّهمُ
هذا حضورٌ به كم تفخر الأمم
وجهُ الشجاعة والأبرارُ صحبتهُ
أنوارُ هيبتهِ بالعزّ ترْتسمُ
بعد أن قدّمت “مرزوق” الأمسية بأنشودتها هذه، كانت المشاركة الأولى للشاعر الفلسطيني “ماهر محمد” الذي قدم قصائد وطنية ووجدانية، عن طوفان الأقصى والجرح الفلسطيني، وآلام الأم الثكلى التي أطلق حكايتها باللغة المحكية “حكاية فجر”:
“لتزبط فكرتك
خلي الفكرة فلسطين
وكمشات الشوق
من النار أعطيها
بصير الرماد نارين
غير شوفة الأقصى ما يطفيها
المشاركة الثانية كانت للشاعرة “رغد الحلبي” التي تحدثت عن “بلاد القدس” واصفة وجعها ووجع فلسطينها:
حتّى متى حربٌ بظلمٍ تحكمُ
أم للعدالةِ صار معنىً مبهمُ
هذي فلسطين التي يعلو بها
رأس الكرامة للشموخِ يعلّمُ
المشاركة الثالثة للشاعر “منصور سلمان” وقد قدّم قصائد وجدانية تنزف ألماً، عن فلسطين الجريحة وواقع الحزن والألم، مثلما الـ “حلم” الذي قال عنه:
مرت على خاطر التعبير حين حبا
فأنطقت في حنايا جُرحهِ اللّهبا
ولاطفتْ في أنين القلب خيبتهُ
فحطّمت فوقهُ الأغلال والتّعبا
أما المشاركة الرابعة، فكانت للشاعرة “قتادة الزبيدي” التي تنوعت مواضيع شعرها بين الوطني والوجداني والغزلي. فكان الشعر لديها “وردٌ على الورد”:
وردٌ على وردٍ تهادى وارتمى
أردى الفؤاد ثمّ أودى بالدما
يا ليت عطراً لا يديم منزلاً
فالعطرُ سهمٌ يقتلني إن رمى
بعد كل هذه المشاركات، كان لضيف الشرف الفنان والشاعر “توفيق اسكندر أحمد” مشاركة وجدانية متوقدة بـ “عشق مجنون”:
التقته والهوى مجنون
عاشقةٌ حدّ الجنون
في القلب نارٌ تكويها
زاغت نظراتُ العيون
أخيراً، وبعد مشاركة إنسانية ووجدانية للشاعر “محمد قاقا”. اختتمت الأمسية بمشاركة رئيس المركز الثقافي العربي بالمزة الشاعر “إبراهيم منصور” بقصائد تنوعت مواضيعها ما بين الوجداني والعاطفي، ونختار منها ومن قصيدة “أصطفيك”:
يدّل عليك كسوفُ الصبايا
كأنك شمسٌ وهنّ مرايا!
أراكِ بهنَّ وأعشقهنَّ
وأتركهنَّ لأجل سوايَ!