الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
تكمن أهمية صورة الأشعة المقطعية في التشخيص الطبي في أنها توفر صوراً مقطعية تفصيلية للهياكل الداخلية للجسم، ما يسمح للأطباء بتحديد وتشخيص الحالات الطبية المختلفة، مثل الأورام والكسور والالتهابات، من خلال إظهار وجودها وموقعها، وحجم التشوهات، كما أنه يساعد في تخطيط وتقييم فعالية العلاجات.
وفي إطار ذلك أشار رئيس قسم الأشعة في الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” الدكتور مازن الدغلي لـ “الثورة” إلى أن الأشعة العظمية تعتبر أداة أساسية في التشخيص الطبي لعدة أسباب، وهو فرع من فروع الطب يستخدم تكنولوجيا التصوير، مثل الأشعة السينية، والأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية، لتشخيص وعلاج إصابات وحالات وأمراض العضلات والعظام، لافتاً إلى النقلة النوعية العلمية بقسم التصوير الطبي بالمستشفى من خلال مشاركة الأطباء الاختصاصيين والمقيمين والفنيين في القسم بثمان محاضرات في المؤتمر السادس عشر لرابطة الشعاعيين السوريين في الأيام الشعاعية السورية، ثلاث منها للأطباء الاختصاصيين بالقسم، وخمس محاضرات للمقيمين ومثلها للفنيين، حيث ركزت على أن العمل بالتصوير الطبي هو عمل متكامل يتشارك فيه الفني مع الطبيب من إجراءات التصوير والمنتج بالصورة على جميع أنواع الأجهزة، والطبيب الاختصاصي قراءة الصورة والتقرير الطبي، كما أن أي خلل في أي مرحلة يؤثر على التشخيص، والعمل بالتصوير الطبي يتم بالتفاهم بين جميع الفريق الذي يتكون من الفني والطبيب الاختصاصي.
وأشار إلى أن الاختصاصيين والمقيمين تطرقوا خلال مداخلاتهم عن التشخيص الشعاعي أن الأشعة العظمية هي أداة أساسية في التشخيص الطبي تمكن الأطباء من تحديد وعلاج مجموعة واسعة من حالات العضلات والعظام بدقة، ومراقبة تقدم العلاج، ويساعد التصوير الشعاعي في توفير الوقت والجهد للأطباء، حيث يمكنهم تحديد الإصابة بسرعة ودقة، وبالتالي يتم تحديد العلاج المناسب بشكل أسرع، إضافة لتناول الفنيين التقنيات الحديثة، الرقمية الجديدة في مجال التصوير الطبي وأمثلة عنها، وتحضير المرضى والوقاية ومخاطر الأخطاء الروتينية التي يمكن أن تحدث.
ونوه الدكتور الدغلي بأهمية العلم في مجالات الأشعة والتشخيص الطبي، فالأشعة هي التخصص الطبي الذي يستخدم التصوير لتشخيص وعلاج الأمراض، والتشخيص الطبي هو عملية تحديد المرض أو الحالة التي يعاني منها المريض، حيث يعتمد كلا المجالين بشكل كبير على التقدم والاكتشافات العلمية لتحسين دقة وفعالية أدوات وتقنيات التشخيص الخاصة بهما، مضيفاً: إن التقنيات الحديثة أحدثت ثورة في الطريقة التي يتمكن بها الأطباء من تشخيص الأمراض وعلاجها، من خلال توفير صور مفصلة ودقيقة لداخل الجسم، بالإضافة إلى ذلك، مكّن العلم من تطوير تقنيات التصوير المتقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتصوير المقطعي، والتي توفر معلومات أكثر تفصيلاً حول العمليات الداخلية للجسم، ما أدى التكامل المستمر للعلوم في الأشعة والتشخيص الطبي إلى تحسينات كبيرة في رعاية المرضى ونتائجهم، فضلاً عن القدرة على تشخيص وعلاج الأمراض التي لم يكن من الممكن اكتشافها في السابق.
رئيس الجمعية السورية لتقنيي التصوير الطبي بسام الحمد بيَّن أن تقني التصوير الطبي أو فني الأشعة يقوم بتنفيذ الإجراءات التشخيصية باستخدام التصوير الطبي في المستشفيات والمراكز الطبية والمراكز التشخيصية الأخرى، فالتصوير الشعاعي هو فن وعلم استخدام الإشعاع الذي يقوم بالكشف عن صور للأنسجة والأعضاء والعظام والأوعية الخاصة بجسم الإنسان.
وأشار إلى أنه يجب أن يتمتع فنيو الأشعة بالمعرفة والمهارات اللازمة لتشغيل أجهزة التصوير الطبي، مثل أجهزة الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالطبقي المحوري وأجهزة تفتيت الحصيات وأجهزة الأشعة التداخلية والكثير من الأجهزة الأخرى، ويقوم بتحضير المرضى للإجراءات التشخيصية وتوجيههم خلال العملية، ويعمل بالتعاون مع الأطباء لتقديم نتائج دقيقة وموثوقة والتي تعطي التشخيص الدقيق وخاصة في الأورام السرطانية.
وأوضح الحمد أن فوائد الأشعة المقطعية في التشخيص الطبي تشمل التشخيص الدقيق، وغير الجراحية، كما توفر الأشعة المقطعية النتائج بسرعة، ما يمكن أن يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة بشأن العلاج، وهي فعالة من حيث التكلفة، خاصة عند مقارنتها بتكاليف الإجراءات التشخيصية أو العمليات الجراحية الأخرى وتوفر مجموعة واسعة من التطبيقات: يمكن استخدام الأشعة المقطعية لتشخيص مجموعة واسعة من الحالات الطبية، ما يجعلها أداة تشخيصية متعددة الاستخدامات.