الثورة _ رفاه الدروبي:
يعد الزيُّ النسائي الفلسطيني نتاجاً حضارياً عبر آلاف السنين، وتعب الجدات والأمهات وجزءاً من الثقافة والتراث الشعبي، فكل منطقة لها تراث خاص بها وعادات وتقاليد ونوع التطريز.
وكان يعكس زيُّ المرأة الوضع الاقتصادي، وما إن كانت متزوجة أو عزباء حتى فترة الأربعينات من القرن الماضي، وكان الزي التقليدي في فلسطين جزءاً من بلاد الشام مع اختلافات في طريقة التطريز والألوان. بينما يمكن التعرُّف على الثوب المقدسي بكثرة التطريز، وتنوّع الرسومات، ودلالة على رفاهية المرأة ومكانتها الاجتماعية، ويمتاز بوجود أثر ورمز لكل العصور والحضارات المارَّة عليها، فتنقش على الصدر ملكات الكنعانيين، وعلى الجوانب تظهر طريقة التصليب كما يظهر الهلال والآيات القرآنية وتظهر آثار النكبة بالحزن والحنين من خلال اختفاء الألوان الزاهية.
أمَّا في يافا فيرسم على الثوب ألوان زهر البرتقال والليمون يحيطه السرو لتميزه بالبساتين الخضراء، إضافة إلى تأثر المنطقة بأزياء مدن أخرى مثل طبريا وحيفا. بينما يتأثر زي مدينة نابلس بالملابس الدمشقية بسبب طبيعة المدينة التجارية وارتباطها بدمشق وحلب، وتبدو مظاهر الاختلاف بالألوان والتطريز وخطوطه الحمراء والخضراء والربطة والشال، ويصنع من خيوط الكتان والحرير.
واشتهرت منطقة الخليل بزخرفة خيمة الباشا حيث غلبت الرسومات الهندسية على مطرزات شمال فلسطين والجليل الأعلى وصفد، لكن أصبحت الزخارف جميعها تجتمع وتتنقل من ثوب إلى آخر بغض النظر عن المنطقة الجغرافية كنوع من التأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية، وتميَّز الثوب الغزاوي بالأكمام الضيقة والمستقيمة، وكان التطريز أقل كثافة من غرز مدينة الخليل، وتعد غزة الموطن الأصلي للشاش ويتم نسجه بالقرب من مجدل عسقلان بالقطن الأسود أو الأزرق أو المقلّم بالألوان الزهري والأخضر ويصنع في مجدل عسقلان.