الثورة: رنا بدري سلوم
لم يمنعني فضولي الصحفيّ من متابعة لغة الجسد، التي تحكي عوضاً عن قواميس أو شروحات الخطابات الرسميّة، لطالما شدّتني تلك اللغة ومن يعرفني عن قرب يدرك أني أصدّقها أكثر من أي كلمة مؤدلجة.
لفتني لقاء السّيد الرئيس أحمد الشّرع وعقيلته مع سيّدات سوريّات من مختلف الأطياف، وهو يتحدّث إليهن بعفويّة بالغة، في لغة جسده جلسته ونظراته وابتساماته وهو يسرد لهن قصّة عاشها أيام الثّورة، والتنقّل والترحال والانتظار، واليقين اليقين في قلب الأم التي آمنت أنها ستلقى ابنها بعد سبع عجاف.
خطاب شفيف، صورة مصغّرة عن مئات العائلات السوريّات التي كابدت الألم من أجل الحريّة والكرامة والعدالة الاجتماعيّة التي وضع خريطتها اليوم بدءاً من المرأة لتكون ركيزة فيها.
فكان لقاء الروح للروح، وما تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي بلقائه إلا خير دليل على المحبّة لقائدٍ من الشّعب وإلى الشّعب، لم يخرج من جراحه بعد، ولم ينس تفاصيل الأمكنة فذكرها بعفويّة ممتناً لزوجة ما تركته وحده عرضة للخطر بل حملت قضيته وآمنت بها وتأبطت شتلات الحياة أينما حلّت معه، إنها نموذج للمرأة السورية، سنداً حين تفرض المواقف الحياتية الصعبة نفسها، وراحةً حين يجنحُ لها قلب قائد ما استثناها في مواقفه وأقواله ونظراته.