عقدة ليس لها حل.. الفروج الحي يحلق إلى نحو ٤٠ألف ليرة والمربون: حذرنا من تفاقـم المشكلة.. “الدواجن”: السبب أسعار الأعلاف المرتفعة
الثورة – وفاء فرج:
بين الواقع الذي تحكمه عوامل التكلفة وارتفاعها المستمر والمرتبط بأسعار الصرف، والمنطق الذي يحتم توفير مادة الفروج والبيض بأسعار تناسب دخل المواطنين، تكمن العقدة التي لم تجد حلاً لها، فقد شهدت أسعار الفروج الحي في الأسواق ارتفاعاً جنونياً وصل سعر الكيلو إلى حوالى ٤٠ ألف ليرة وطبق البيض إلى ٦٠ ألف ليرة فما هي الأسباب؟
عزوف المربين..
مدير مؤسسة الدواجن سامي أبو الدان لخص الأسباب بعدة عوامل منها ارتفاع أسعار الأعلاف وعزوف المربين عن التربية ودخول الشتاء المترافق بزيادة التكلفة بسبب المحروقات ما تسبب في قلة المادة في الأسواق وارتفاع سعرها.
أمر طبيعي..
المربي أنس قصار أكد أن هذا الارتفاع أمر طبيعي نتيجة عدة أسباب، منها أولا عزوف المربين عن التربية، قائلاً: وأنا واحد منهم لأسباب متراكمة وشائكة ومعقدة.
وبين أن هذا القطاع لم يستقر وضعه ولا يمكن أن يكون مستقراَ طالما الموجه لهذا القطاع أكثر من جهة، منها وزارة التجارة الداخلية التي تحدد الأسعار وتريد حماية المواطن وحقه، ووزارة الزراعة تتدخل لدعم المزارع والمربين جميعهم يتبعون لوزارة الزراعة وغرف الزراعة، مما ساهم في بيروقراطية العمل معتبرا أن هناك عدة عوامل لتنظيم القطاع غير قادرين لاتخاذ قرار فيها ويعتبر هذا عمل تنظيمي يعود فيه القرار للجهات الأعلى.
تحذيرات سابقة
وقال قصار: حذرنا سابقاً من الوصول إلى مرحلة تراجع وجود الفروج في سورية، حيث يعود سبب ارتفاع الأسعار يعود لعدم توفره بشكل طبيعي في السوق وبالتالي نعود لموضوع العرض والطلب وان عدم وجود مربين حالياً نظرا لتكبد المربين سابقا لخسائر كبيرة جداً، واليوم وصل إلى مرحلة لم يعد لديه مجال للمغامرة الكبيرة نظراً لارتفاع التكاليف والأسعار الجنونية والخيالية التي تمنع المربي الصغير أيضاً.
الصيصان والأمات
وبين أنه في السنوات السابقة كان هناك عدد كبير من الأمات الدواجن المنتجة لصوص الفروج نتيجة تقديم الدعم من دورات علفية قدمتها المؤسسات الحكومية نتج عنها تربية بشكل كبير، حيث كانت كلفة الفروج ٨٥٠٠ ليرة وكان يباع حيا للمسالخ بـ ٥٥٠٠ ليرة، وكان السبب أنداك أن العرض كبير والطلب قليل، ونتج عن ذلك آثار سلبية كبيرة على المربين دفعتهم لبيع ممتلكاتهم لسد عجزهم والحلقة الأضعف هو المربي، وأصحاب أمات الصوص لم يعد أحد يشتري منهم الصوص نتيجة هذا الوضع خسائر بالمليارات، وتم ذبح أفواج الأمات وبالتالي أصبح أعداد الصيصان قليلاً وتدرج الوضع ليصل إلى الشح، وعليه تم فرض أسعار خيالية لبيع الصوص حيث وصل سعره اليوم ١٢٥٠٠ ليرة إلى جانب ارتفاع تكلفة التربية لمدة ٤٥ يوما حتى وصلنا لهذا الغلاء حالياً.
ولفت إلى ضرورة وجود لجنة تحدد تناسب أعداد الأمات والصيصان، إضافة إلى توازن العرض مع الطلب، كما أن غرف الزراعة لا تملك أي صلاحية في تحديد الأسعار، ومدخلات الإنتاج مرتفعة أسعارها، ومهما كانت التسهيلات سواء ما يتعلق بالمازوت الذي يذهب جزء منه إلى المزرعة أو حتى الإعفاء من ضريبة الأرباح ففي ظل الواقع الحالي القطاع كله خاسر ولا يوجد أرباح.
استثمارات خاصة
ونوه بعدم وجود شركات واستثمارات كبرى تضمن توفير المادة بشكل قوي وحتى مؤسسة الدواجن العامة تعتبر مربي كبير لكن لا يوجد غيرها مقابل عدم وجود شركات قطاع خاص.
حلول
وقدم قصار حلولاً تتعلق بتحرير القطاع واستيراد الأعلاف من المؤسسات العامة حسب الإمكانيات المتاحة، إضافة لتوفير مدخلات إنتاج بأسعار مناسبة وأن عدم انتظام أسعار المدخلات نتيجة السلبيات والتراكمات والبيروقراطية السابقة التي يتخذها البعض سواء بالتسعيرة أو بعدم ترشيد الأمات وعدد الصيصان، حيث يعتبر السبب الذي أوصلنا إلى هذه النتيجة اليوم وبالتالي عدم صدور قرار جدي في ترشيد عدد الصوص الفروج الذي يحتاجه السوق على مدار العام ، سيبقى الواقع مستمراً بالسوء.
وحول سعر الكيلو الحي بالمدجنة أشار إلى أنه وصل إلى ٣٢ ألف ليرة وفي السوق ٣٥ ألف ليرة ومع النقل والأرباح يمكن أن يصل إلى حوالي ٤٠ ألف ليرة للمواطن بالمقابل الكيلو من اللحوم الحمراء ١٥٠ ألف ليرة وأكثر.
وأضاف: باختصار مدخلات الإنتاج مرتفعة والأمراض كثيرة وسعر الصوص مرتفع والسلبيات السابقة الواقعة على مربي الأمات والأدوية ارتفع سعرها بسبب أن كل المواد الأولية استيراد وارتفاع أسعار اللقاح ودخول البعض منها مهربة وغير مراقبة وتوثر على التربية وتسبب الأمراض ،منوهاً إلى أهمية البرنامج الذي وضعته وزارة الزراعة لإنتاج الذرة الصفراء العام الماضي وهذا العام وتم توفير كميات من الذرة الصفراء والاعتماد على الاستيراد الأمر الذي خفف من الوصول إلى ما هو كارثي وأسوأ بالنسبة لقطاع الدواجن، إضافة إلى حلول فصل الشتاء وعدم توفر الفحم الذي كانت الدولة ترفد به كل قطاعات الدواجن وممنوع نقله بين المحافظات ولا نعلم لماذا؟!.