الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
لا يزال وضع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني مروعاً، حيث ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول الماضي إلى 11240 نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
بينما قامت الأمم المتحدة بتنكيس أعلام مؤسساتها في جميع أنحاء العالم تكريماً لحوالي 101 من موظفيها الذين قضوا جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهي أكبر خسارة خلال صراع في تاريخ المنظمة الممتد لـ 78 عاماً.
وتواصل الصين جهودها في الأمم المتحدة، وترسل دبلوماسيين لزيارة الدول ذات النفوذ سعياً إلى وقف إطلاق النار وتعزيز السلام في المنطقة.
وأدلى قنغ شوانغ، نائب الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة في 13 تشرين الثاني الجاري، بتصريحات في الدورة الرابعة لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، قائلاً إن الأسلحة النووية و أسلحة الدمار الشامل الأخرى كانت عاملاً رئيسياً في التسبب في نقص الثقة في الشرق الأوسط، ما أدى إلى تقويض السلام والاستقرار الإقليميين.
بعد اندلاع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأخير، أثارت بعض الأصوات في “إسرائيل”، بما في ذلك كبار السياسيين مثل وزير التراث الإسرائيلي إلياهو، الذي قال إن خيار استخدام الأسلحة النووية في غزة أثار انتقادات شديدة من قبل المجتمع الدولي.
وقال محللون إن القرار أثار قلقاً دولياً بشأن الانتشار النووي في المنطقة.
لقد كشفت أزمة غزة المستمرة عن مشكلة الخلل في مجلس الأمن الدولي بسبب التصرفات غير المسؤولة للولايات المتحدة، وقد تواجه دول الشرق الأوسط خطر سباق التسلح لأنها تشعر بالقلق من اختلال التوازن الجيوسياسي والآلية الأمنية.
وقال وانغ جين، أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة، وأستاذ مشارك في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة نورثويست:” في هذه اللحظة، تحتاج الصين، باعتبارها العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقوة مسلحة نووياً، إلى لعب دور مسؤول لمنع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في المنطقة”.
وقال قنغ شوانغ: “في الآونة الأخيرة، أثار ما قاله المسؤولون الإسرائيليون بشأن استخدام الأسلحة النووية في قطاع غزة ضجة واسعة، وقد صُدمت الصين من هذا النوع من التصريحات وأعربت عن قلقها الكبير وهو بلاشك مدان عالمياً”.
إن مثل هذه التصريحات غير مسؤولة ومزعجة للغاية فهي تتعارض مع الإجماع الدولي على أنه لا يمكن كسب الحرب النووية ويجب عدم خوضها، وهو ما يتعارض مع الروح الدولية لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط، ويتعارض أيضاً مع الدعوة الدولية لوقف التصعيد ووقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين”.
وأضاف قنغ: “إننا نحث المسؤولين الإسرائيليين على التراجع عن هذه التصريحات، ونحث “إسرائيل” على الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في أقرب وقت ممكن، وإخضاع جميع منشآتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
إن “إسرائيل” مسلحة نووياً بموافقة الولايات المتحدة، وأشار الخبراء إلى أن المنطقة ستواجه جولة جديدة من الانتشار النووي، ولهذا السبب تحتاج الصين إلى التحدث علناً وتحذير المنطقة من مثل هذه المخاطر.
وقال محللون صينيون إنه على الرغم من استمرار المجتمع الدولي في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، إلا أن الصراع لايزال بعيداً عن الانتهاء مع تزايد عدد الضحايا من المدنيين وموظفي الأمم المتحدة.
وإن أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك هو أن “إسرائيل” لا تتلقى القدر الكافي من الضغوط من جانب المجتمع الدولي، وأن الولايات المتحدة مازالت تبرر العمليات الإسرائيلية بشكل أحادي الجانب بحجة “الدفاع عن النفس”، في حين تسببت هذه العمليات بالفعل في خسائر فادحة في أرواح المدنيين.
المصدر – غلوبال تايمز