الثورة _ فؤاد مسعد:
الصوت الصادح الذي يعبّر عن موقف صامد لا مهادنة فيه، هو التعبير الأصدق عن صوت المبدع السوري، فمنذ اليوم الأول للحرب على غزة انبرى الكثير من المبدعين إلى قول كلمتهم المؤثرة ليكونوا فاعلين في خضم الأحداث العاصفة بالمنطقة، لعبوا دورهم بحب وحماس واندفاع نابع من إيمان بقضية فلسطين التواقة إلى الحرية، محاولين أن يكونوا نبض أهلنا الذين يعانون تحت وطأة احتلال غاشم يسعى إلى كم الأفواه ليعمي العيون عن رؤية الحقيقة الصارخة.
من هؤلاء الفنانين والمبدعين الفنانة سلاف فواخرجي التي حوّلت صفحاتها على السوشيال ميديا إلى منبر حر تقول فيه كلمتها محاولة أن تلقي بعضاً من ضوء على ما يجري في غزة، تارة بالإشارة الواضحة إلى آلام ومعاناة الأمهات والأطفال، وتارة أخرى من خلال تعبيرها عن موقفها الصريح النابع من الإحساس بالمسؤولية، وتارة ثالثة محاولة نقل صورة ما يجري مترجمة إحساسها بكلمات تنسال كشِعر مدمّى يحمل ما يحمل من معانٍ تلامس الجراح.
ففي الأمس القريب نشرت صورتها بالكوفية الفلسطينية وخطت تحتها «ليست خيوطاً ونسيجاً وحسب، بل ستر، شرف، دفء وحب»، وقبلها بأيام نشرت فيديو ينقل صورة موجعة تعكس واقع حال أطفال يعانون من قلب غزة منهم المصابون والمشردون ومن فقدوا أهلهم ومن تلوح في أعينهم نظرات الدهشة والخوف معاً باحثين عن أمان.
وفي مكان آخر شددت على أن القضية أكبر من الحدود ففلسطين قضية وجود، قالت: «حتى في الحرب هناك قوانين، أما هؤلاء فقد ضربوا بكل شيء عرض الحائط!، هذه لا تسمى حرباً، إنما تسمى انتقاماً، بربرية، تطهيراً عرقياً، ولكن خسئوا لأن الشعب الفلسطيني باق وعظيم وصاحب إرادة وعزيمة ، والأهم أنهم أصحاب الحق والأرض».
كما تحدثت عن فكرة المقارنة في معاملة الأسرى مفنّدة كذب وادعاءات جنود الاحتلال، قالت: مَن يتعامل بكل تلك الأخلاق والرفعة مع أسرى عدوه، لا يختبئ تحت مستشفيات بداخلها أهله، ولا يُمكن أن يتخذ مرضى ولا عجائز، ولا نساء ولا أطفالاً درعاً له، فهو الذي وهب نفسه لله وللأرض وللحق، وهو الدرع، ولكن هيهات.. هيهات لمغتصب أن يعي الشرف، ولفاقد الإنسانية أن يشعر بها، ولفاقد الرجولة أن يفهمها.