عنصر المفاجأة الذي تركه “طوفان الأقصى” لبضع عشرات من المقاومين الفلسطينيين للكيان الصهيوني والهزيمة العسكرية والنفسية التي مني بها خلال أقل من ست ساعات ستكون تبعاتها كبيرة على هذا الكيان الغاصب الذي طالما تغنى بقوته التي لا تقهر وعند أول امتحان حقيقي رأينا كيف انهار واستسلم واستنجد بأساطيل أميركا وأوروبا..
و”طوفان الأقصى” أظهر هشاشة النظام العربي الرسمي الذي رفض حتى الاستماع للشعب الذي انتفض معلناً التأييد وضرورة الانتصار للشعب الفلسطيني الذي أخذ الصهيوني ينتقم منه بطريقة بربرية ووحشية وممارسته الإبادة الجماعية أمام أعين العالم الصامت عن الحق والمنتصر للوحشية الصهيونية.
عواصم عربية معدودة وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وأعلنت موقفها الواضح و الصريح.
سورية تتعرض لحرب إرهابية منذ 12 عاماً ونيف بسبب موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية ورفضها التخلي عنها فكانت تلك الحرب الإرهابية المديدة والحصار الاقتصادي الجائر من أجل أضعافها وما زالت إسرائيل ومن ورائها أميركا الداعمة للإرهاب العالمي في سورية تمارس العربدة بشكل مستمر لأهداف ومرافق مدنية ينص القانون الدولي المشلول على تحريم استهدافها ومنها المطارات المدنية و المرافئ.
أما تمادي إسرائيل فجاء من عجز بعض الأنظمة العربية الذي أثبتت عدم قدرتها على مجاراة الأحداث التي تعرضت لها الدول المساندة للقضية الفلسطينية و للحقوق العربية المغتصبة في سورية و لبنان و فلسطين.
إسرائيل التي تعرضت لهزيمة سابقة في حرب تموز في لبنان عام 2006 التي شكلت منعطفا هاما في طريقة التعاطي مع هذا العدو الوحشي جاء طوفان الأقصى ليشكل نصراً مزدوجاً على كيانها سواء على المستوى العسكري أو النفسي خاصة بعد الهزيمة النكراء التي منيت بها التنظيمات الإرهابية العابرة للقارات بدعم إسرائيلي معلن.
إسرائيل بدأت تراجع حساباتها و تتحسس رأسها بعد أن أدركت أن عنصر الامان لا يمكن أن يتوفر طالما أن الحقوق العربية مغتصبة بدعم أميركي وغربي فاضح.
محور المقاومة اثبت علو كعبه و بات راسما رئيسيا لمعادلات جديدة بدأت ملامحها تظهر في النظام الدولي الجديد العالم بدءا من سورية واليمن وفلسطين وصولاً إلى ايران وروسيا الصين.
العالم المتعامي عن جرائم إسرائيل لا يمكن أن يبقى كذلك خاصة بعد الاستياء الشعبي في تلك الدول التي أظهرت موقفا مؤيدا لفلسطين فاجأت انظمتهم الإرهابية.
الايام القادمة ستحمل في طياتها كثير من المفاجآت ولا سبيل أمام الغطرسة الأمريكية والأوروبية إلا أن تخضع للأمر الواقع و تبحث عن صيغ اخرى للحل والاستغناء عن سياسات الإرهاب و التجويع و الحصار.
الأوراق انكشفت، ولا سبيل أمام العالم إلا استنهاض القوى و استخدام اوراق الضغط لهذه القوى الاستعمارية و تفعيل دور مجلس الأمن الدولي و منظماته الإنسانية، وغير ذلك فالعنصر البشري سيبقى في خطر.
التالي