هو كابوس نتنياهو في ليل الهدنة يوقظه على مزيد من الفزع وقبل أن يراه كيانه عارياً من أهدافه يلبس قبعة العدوان على سورية ليوحي أنه لا يقهر رغم انفه الذي مرغ في غزة فيستعرض صواريخه وغاراته على مطار دمشق الدولي.
هذه المرة لن يصدقه أحد بأن يستهدف شحنات اسلحة للمقاومة في سورية فالمسألة لم تعد بالاسلحة يوم هزمت بسالة مقاوم في غزة دبابات الميركافا وقبته الحديدية والاستخباراتيه لكن من الواضح أن نتنياهو يحاول لفت الانظار عن خسارته في غزة رغم حجم الإجرام في خمسين يوما ويحاول أن يطمئن مستوطنيه أن آلة الاجرام الاسرائيلية لاتتوقف.. فالكيان الذي اجبر على الهدنة في غزة رغم خسارته العسكرية والامنية وسماع دوي الصفارات والانفجارات السياسية من داخل حكومة الاحتلال مصر على التلميحات انه لايزال قيد القدرة على العدوان ويحاول التحرش والاستفزاز في سورية للهروب من هزائمه الداخلية وسقوطه في الحرب على غزة واستجرار الاقليم الى حرب كبرى .. لكن ضبط النفس استراتيجية وكما اختارت المقاومة الفلسطينية ساعة الحرب كذلك هنا في سورية وفي كل دول محور المقاومة يقرر الزمان والمكان لتلقيم العدو دروسا قد تكلفه بقاء الكيان الاسرائيلي اساسا.
يدرك كيان الاحتلال أنه خسر ولم يربح وأن طوفان الأقصى أغرقه في هزيمة تاريخية تهدد وجوده وتبشر بزواله وبكن الوحشية قراره وخياره الذي لايملك غيره فاسرائيل فكرة قائمة على الوحشية والاغتصاب وسلب الحقوق وكل ماصدر ويصدر عنه حتى اللحظة يعكس حالة الهستيريا لدرجة أن جنرالات العدو ومستشاريه يقترحون نشر الأوبئة والكوارث بين الفلسطينين في قطاع غزة وقالها علناً احد المسؤولين في جيش الاحتلال الاسرائيلي واسمه جيورا ايلاند في جلسة عصف فكري للكيان لماذا لاننشر الفيروسات والامراض بين مليوني فلسطيني في غزة اليس هذا اقصر طريق للابادة بعدما قصفت كل المشافي في القطاع.. ألا يشبه ذلك ماقاله قبل وزير تراث القتل في اسرائيل عن احتمالية اسقاط قنبلة ذرية على الفلسطينين في غزة.
الهدنة في القطاع وتنفيذها وحدها هزيمة حقيقية لنتنياهو الذي صعد الى شجرة الاجرام وتعنت بأن لايتوقف قبل أن تزول المقاومة واذا به يقع من علو سقف احلامه ويرتطم بإجباره على هدنة قد تلتقط فيها اميركا انفاسها قبل انفاسه فهي المحرجة باجرامه امام سيلان الشعوب الغاضبة وضغطها لانها تعلم أن اميركا من تقف خلف نتنياهو وتتبنى المجازر بحق اهلنا في فلسطين لكن صبر اهالي قطاع غزة والتفافهم حول المقاومة صنع ملحمة تاريخية يصعب على العدو ادارتها بالعدوان والسياسة واذا كانت الهدنة فرصة لتستجمع اسرائيل المزيد من شرورها وتقدم اميركا مزيدا من الدعم العسكري فهذا ايضا يجعل ساحة المعركة في قطاع غزة محفوفة بالمخاطر لكل من واشنطن وكيان الاحتلال خاصة بعد نهوض الشعوب وضغوطها لايقاف الاجرام بحق المدنيين في قطاع غزة.
ثمة من يقول في اسرائيل أن استئناف الحرب يتطلب وتيرة اعلى من الاجرام خاصة بعد أن فرضت المقاومة الفلسطينية شروطها وبقيت تقاوم خمسين يوما وجعلت من دماء الشهداء جسرا للعبور الى هدفها في زعزعة الكيان فهل تستطيع اسرائيل أن تستمر اكثر بينما استدعت للاحتياظ ٣٠٠ ألف مستوطن غير مستعدين لتقديم التضحيات فهم لم يخرجوا من هذه الارض ولا يعرفون معنى الوطن وفديته !! ربما يغرق نتنياهو وهو يتوسل التحاقهم كما يغرق اليوم بايدن بالكثير من الانتقادات بعد أن تعرض جنوده وقواعدهم غير الشرعية للخطر في العراق وسورية واستهدفوا لان المقاومة تعلم أن وراء الكيان ومجازره هي واشنطن.
بل ان مجلة ذي اميركا كونزرفاتيف تشرت مقالاً تحت عنوان “عارنا الوطني في العراق وسورية” واكدت ان فشل بايدن وشلله السياسي يعرض جنوده للخطر وان هؤلاء الجنود لن يستطيعوا انقاذ حطام سياسات اميركا الفاشلة في العراق وسورية ولايجب أن يكونوا دروعا لبايدن وهو يدعم القتل المتعمد للاهالي في غزة وكل ماعليه هو الانسحاب لانه لا جدوى من بقاء الجنود الاميركيين سوى انهم سيعودون بالتوابيت فهل يسمع بايدن نصيحة اعلامه؟!