طرطوس – الثورة – لجينة سلامة:
مسيرة نجاح الطفلتين بيلسان وأسيل محمد جندل في لعبة الشطرنج، كانت قد بدأت من مدرسة الأنشطة التطبيقية في فرع الطلائع بطرطوس، بإشراف المدربة التي أسستهما بناء على طلب من الأهل، الذين أحبوا أن تتعلم ابنتيهما هذه اللعبة لتنمية قدراتهما العقلية، بغض النظر عن النية في تحقيق أي بطولة.
وبدأ المشوار معهما – والكلام لأمينة سر اللجنة الفنية للشطرنج بطرطوس وحكم شطرنج المدربة مي عيسى، وهي معلمة صف -، بأنها لمست لديهما الموهبة والقدرة على المتابعة والاستمرار في التدريب، وكان الوعد إذا استمرتا على هذه الوتيرة من الالتزام سيكون لهما الحظ الوفير في إنجاز البطولة على مستوى المحافظة وغيرها من البطولات، وهذا ما تم إنجازه فعلا على أرض الواقع.
وأوضحت أنه حصلت بيلسان على ميدالية أفضل لاعبة، وأسيل على ميدالية أصغر لاعبة بمسابقة الشطرنج في ختام النادي الصيفي السنة الماضية في آب 2022 وحققت بيلسان المركز الأول في مسابقة رواد الطلائع على مستوى المناطق في الصف الثالث، كما حققت مع أختها المراكز الأولى على مستوى المحافظة في بطولة الشطرنج للفئات العمرية ٢٠٢٣.
ولعبت بيلسان عن فئة الـ ٨ سنوات وأنجزت المركز الأول، فيما لعبت أسيل عن فئة الـ ٦ سنوات وأنجزت أيضا المركز الأول، وتأهلتا للعب على مستوى الجمهورية، وبدأتا رحلة تدريب جديدة مع الكابتن والحكم الدولي في لعبة الشطرنج ثابت وسوف، فحققت أسيل المركز الأول في بطولة الجمهورية للفئات العمرية عن فئة الست سنوات. فيما حققت بيلسان المركز الخامس مكرر عن فئة الثماني سنوات.
لاحقاً حققت بيلسان المركز الأول كأفضل لاعبة تحت ثماني سنوات وأسيل المركز الأول كأفضل لاعبة تحت الست سنوات في بطولة آفاق المستقبل المفتوحة للشطرنج، وحققتا بعدها المركز الثاني والثالث عن فئة تحت ١٠ سنوات بنات في مسابقة الشطرنج السنوية لنهر الخوابي، فيما حققت آسيل المركز الأول وبيلسان المركز الثاني عن فئة تحت عشر سنوات بنات في المسابقة السنوية التي أقامها نادي الدريكيش الرياضي، وقامت مديرية التربية في طرطوس بتكريمهما مع مجموعة من الطلاب الذين حققوا مراكز متقدمة أيضاً.
حصيلة جهد وتعب..
مسيرة النجاح وضمن هذه الفئة العمرية لم تأت من العدم، إنما هي حصيلة جهد وتدريب واهتمام مستمر بدعم من المشرفين على لعبة الشطرنج الذين يتبنون المهتم من الأطفال ويعطونه الوقت الذي يحتاجه للوصول إلى نتائج مرضية ليس بالأمر السهل إنجازها.
البداية تكون فترة تأسيس وتدريب والعمل فيها على رغبة النجاح أولاً، ومن ثم إنجاز البطولة على مستوى المحافظة، وهو من مسؤولية المدربة عيسى، ومن ثم البطولة على مستوى الجمهورية وهي من مسؤولية الحكم الدولي ثابت وسوف، وكل ذلك ضمن العمل بروح الفريق الواحد والذي له الأثر الإيجابي في أي عمل جماعي لا ينسب فيه النجاح لأحد من دون آخر ولا يمكن تجاوز أحد.
تقول المدربة مي عيسى: نحن فريق عمل واحد نعمل لمصلحة المحافظة، والكابتن ثابت وسوف (أبي الشطرنجي) قدًم لي الدعم الكبير.. أما بالنسبة للاعبين فلن ينسوا من وضع لهم حجر الأساس في اللعبة، المهم أنني أقوم بواجبي معهم ولم ولن أقصر وبالنهاية الهدف هو النجاح للمحافظة ولكل العاملين الداعمين في هذا المجال.
وفي رده على سؤالناً كيف استطاعت بيلسان وأسيل إنجاز تلك البطولات؟ هل هي الملكات العقلية أم الاهتمام الوالدي أم الشغف أم التدريب المستمر أم العناصر مجتمعة وراء هذا النجاح؟ بين المدرب والحكم الدولي ثابت وسوف أن أي نجاح لا بد أن تشترك فيه المقومات الثلاث وهي القدرات العقلية والمدرب إلى جانب اهتمام الأهل الذي أعطيه النسبة الأكبر.
وأوضح أن رعاية الأهل والمركز التدريبي للشطرنج التابع لمديرية التربية بالإضافة إلى مدرسة الأنشطة التطبيقية التابعة لمنظمة طلائع البعث بالمحافظة كلها تحيط هاتين الطفلتين بالرعابة، ولقد تم إبلاء الكثير من الاهتمام بهما من قبل الأهل، ومن قبل الجهات المعنية، وأعتقد أن هناك مستقبلاً باهراً ينتظرهما، وهما تستحقان ذلك ولديهما الكثير لإنجازه.
وفي رده على سؤالنا: كيف يرى اهتمام الناس بلعبة الشطرنج وما العمل لتشجيع الأبناء على ممارستها خاصة مع اقتحام ألعاب الموت والقتال وغيرها الأدمغة البشرية للأطفال والأبناء في أعمار غضة، أجاب بالقول:
عندما بدأنا بنشر ثقافة اللعبة بين الأهالي منذ أكثر من عشر سنوات، كانت بداية صعبة لقلة الاهتمام وقلة المعرفة بما تحققه هذه اللعبة لأطفالنا من تنمية لمقدراتهم العقلية، أما الآن فإني أرى أن هناك مداً أفقياً لهذه اللعبة.