الثورة – ناصر منذر:
اليوم يحيي الفلسطينيون والعالم اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1977، تزامناً مع اليوم الذي اتخذت فيه قرارها رقم 181 لعام 1947 المعروف بقرار التقسيم، والذي شكل بداية للنكبة وما تلاها من سرقة للأراضي بعد تهجير وتشريد مئات آلاف الفلسطينيين، ولاتزال قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم تمعن في سياسة الاحتلال وسرقة المزيد من الأراضي وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم.
ويشكل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة للفت انتباه المجتمع الدولي على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة ولم تحل حتى يومنا هذا، رغم مرور عشرات السنين وصدور العديد من القرارات الدولية ذات الصلة، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، وهي الحق بتقرير المصير دون أي تدخل خارجي، أسوة ببقية شعوب الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، وحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أبعدوا عنها.
ويتزامن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام، مع العدوان الهمجي الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر بدعم أميركي وأوروبي لا محدود، والذي راح ضحيته حتى اليوم الثامن والأربعين من العدوان أكثر من 15 ألف شهيد بينهم نحو 6150 طفلاً وأكثر من 4000 امرأة بينما ارتفع عدد الإصابات إلى 36 ألفاً، إذ بلغ عدد المجازر الجماعية التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء 1400 مجزرة حتى قبل اتفاق التهدئة المؤقتة بساعات قليلة، بينما لا يزال هناك قرابة 7000 مفقود إما تحت الأنقاض، أو أن جثامينهم لا تزال ملقاة في الشوارع والطرقات بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة.
فضلاً عن ذلك، الاستهداف الممنهج للمشافي والمراكز الطبية، حيث خرج عن الخدمة 26 مستشفى و55 مركزاً صحياً، هذا في وقت حول فيه الاحتلال قطاع غزة إلى أرض محروقة، لم يسلم فيه أي مكان من الدمار، حيث بلغ عدد الوحدات السكنية التي دمرها الاحتلال 50 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و240 ألف وحدة تعرضت للهدم الجزئي، كما استهدف الاحتلال 266 مدرسة منها 67 خرجت عن الخدمة، فيما بلغ عدد المساجد المدمرة تدميراً كلياً 88 مسجداً و174 مسجداً بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس.
وإلى جانب قطاع غزة، فإن مدن الضفة الغربية تشهد يومياً المزيد من الإجرام الصهيوني في ظل تصاعد إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال التي تشن عمليات اقتحام واسعة بشكل يومي، وترتكب جرائم قتل وإعدامات ميدانية، وتنفذ حملات اعتقال تعسفية، بالإضافة إلى مواصلة الاحتلال محاولاته لتهويد مدينة القدس المحتلة ومنعه وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، بينما يقتحمه المستوطنون يومياً.
يشار إلى أنه في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تعقد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في الجمعية العامة جلسة خاصة احتفالاً بهذا اليوم، كما تقام فعاليات ثقافية ومهرجانات سياسية وجماهيرية تضامنية، من قبل حركات تضامن ولجان سياسية وأحرار العالم، إضافة إلى فعاليات تقيمها سفارات فلسطين، وأنشطة للحكومات والمجتمعات الأهلية، تشمل إصدار رسائل خاصة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وعقد اجتماعات وتوزيع مطبوعات ومواد إعلامية، وعرض أفلام توضح مأساة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال.
