الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
لفتت مدير البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة في وزارة الصحة الدكتورة منال الحمد أن لحاسة السمع دوراً أساسياً وحيوياً في اكتساب الكلام واللغة وفي التطور الروحي الحركي للطفل ومعدل ذكائه وفي أدائه الأكاديمي.
وبينت لـ “الثورة” أنه يقدر معدل انتشار نقص السمع الخلقي بشكل عام من 1-4 لكل 1000 ولادة حية، حيث يختلف هذا المعدل وفقاً لعدة أمور منها معايير المسح السمعي المستخدمة– العوامل الوراثية– الاقتصادية– الاجتماعية– الثقافية ونوعية الخدمات الطبية المقدمة عند الولادة.
ونوهت بأنه من خلال البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة يوجد بروتوكول للتعامل مع الطفل حسب القاعدة العالمية ١-٣-٦، أي الكشف الأولي في الشهر الأول والتشخيص في الشهر الثالث والتدخل في الشهر السادس، وذلك لضمان عودة الطفل الذي يعاني من نقص السمع إلى حياته الطبيعية ومماثلة أقرانه.
مبينةً أنه منذ إطلاق البرنامج من تاريخ ١٢ آب حتى تاريخه تم الكشف والمسح عن ٧ آلاف طفل منهم ٦ أطفال يعانون من نقص السمع الوليدي، مع الإشارة إلى أنه حسب آخر الإحصائيات هناك ولادة واحدة من بين ألف ولادة حية يعاني من نقص السمع وهنا يلزم التدخل المبكر لإعادة الطفل ومتابعته لإعادته لحياته الطبيعية.
وبالنسبة لعوامل الخطورة لنقص السمع فقد أوضحت الدكتورة الحمد أن ذلك يتمثل من خلال وجود قصة عائلية لنقص السمع، ووزن ولادة أقل من 1500غ، ونقاط أبغار من 0-4 في الدقيقة الأولى أو من 0-6 في الدقيقة الخامسة بعد الولادة، والخداج، واليرقان الولادي أو ارتفاع البيليروبين أكثر من 20مغ/دل، وكذلك تنافر الزمر الدموية المسببة لانحلال دم الوليد، وإنتانات بعد الولادة مثل التهاب السحايا الجرثومي أو الفيروسي.
إضافة إلى نقص أكسجة ولادية أو زرقة، وقبول في العناية المشددة لأكثر من 5 أيام، الحاجة إلى تهوية آلية، تشوهات وجهية قحفية، ورضوض الرأس (كسور قاعدة القحف أو كسور العظم الصدغي)، وإصابة الأم بأمراض أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية– السفلس– الحلأ– داء المقوسات أو الفيروس المضخم للخلايا، الداء السكري عند الحامل، تأخر تطور روحي حركي – قصور الغدة الدرقية، وترفع حروري شديد، الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية.
وأوضحت الدكتورة الحمد أن المسح السمعي يتم من خلال البث الصوتي الأذني، وهو التقاط الأصوات من مجرى السمع الظاهر، بسبب أن الخلايا المشعرة الخارجية تصغر وتكبر بالحجم مما يؤدي إلى تحريك السائل وانتقال الصوت للأذن الوسطى ثم مجرى السمع الظاهر (إذاً هو من القوقعة ولا علاقة له بإصابات خلف القوقعة).
وأشارت إلى من متطلبات البث الصوتي الأذني: مجرى سمع ظاهر سليم، هدوء، عدم حركة المريض، رأس مطاطي مناسب للأذن مع وضعه بشكل محكم.
وفي ردها عن سؤالنا متى يمكن أن تكون نتائج الاختبار سلبية كاذبة أوضحت أن ذلك يكون من خلال وجود صملاخ في الأذن أدى إلى سد البروب، وجسم أجنبي في مجرى السمع، حركة رأس المريض، الضجيج (الضجيج المحيط أو بكاء الطفل)، عدم وضع البروب بطريقة محكمة أو توجيهه بطريقة خاطئة أو أن يكون حجم الرأس المطاطي غير مناسب لمجرى السمع.