لميس عودة:
لأن للإعلام دوراً محورياً واثراً بليغاً في توثيق الحقيقة ورصد الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء العزل وكشف الزيف وفضح الدجل الممارس صهيونياً وغربياً بإلباس المجرم القاتل ثوب الضحية ، ولأن عين الإعلام الراصدة والمتابعة بالتغطية المباشرة ونقل الأحداث أثبتت بمصداقية كاملة ما يسعى العدو الصهيوني لإنكاره من جرائم وفظائع يرتكبها بحق المدنيين العزل في غزة، وأظهرت بكل وضوح ما يحاول طمسه من أدلة وبراهين على وحشيته ودمويته، لكل ذلك يخشى هذا العدو الموغل بعنصريته ووحشيته ميدان الكلمة والصوت والصورة كما هي خشيته ورهبته في ساحات المواجهة مع المقاومة ومعارك الذود عن الأرض والحقوق المغتصبة، فالإعلام والبندقية رديفان متلازمان في معركة رد المظالم وصنوان في معادلة المواجهة مع العدو، لذلك وأكثر سعى ويسعى هذا العدو المتعطش للدماء لاغتيال الكلمة ووأد أصوات الصحفيين ونسف الكاميرا التي توثق فظائعه ومجازره عبر استهداف الصحفيين ونسف مقار المؤسسات الإعلامية وقطع الاتصالات والانترنت عن القطاع المقاوم .
في غزة كل إعلامي يوثق ويرصد وينقل الحدث هو مشروع شهيد أو جريح أو فاقد لأهله وأبنائه وأحبته بنسف منازلهم، وهو أي المراسل الإعلامي الميداني في عين الاستهداف الإرهابي الصهيوني طالما انه أخذ على عاتقه نقل الحقيقة وإيصالها للعالم وإزالة غشاوات التضليل عن عيون الرأي العالمي وقلب الحقائق الذي مورس لعقود خدمة لكيان إرهابي.
فاستهداف الحقيقة باغتيال ناقلها وراصدها ومحاولة كتم الصوت الفلسطيني هي غاية كل الوحشية الممارسة ضد الصحفيين ولكن الصوت الفلسطيني يقاوم بكل قوة ويصر على الوجود ونقل الصورة بأمانة ومصداقية للعالم أجمع .
96 إعلاميا في غزة إلى اللحظة الراهنة ارتقوا شهداء في حرب الإبادة التي يشنها العدو على أهل غزة، وفي ظل هذا الغلو الإجرامي الإسرائيلي طالبت منظمات حقوقية عديدة الأمم المتحدة بوقف حرب الإبادة للفلسطينيين في غزة ووقف اغتيال الصحفيين ومنها “مركز حماية وحرية الصحفيين ” الذي اعتبر أن سلطات الاحتلال لا تريد لمظلومية الشعب الفلسطيني أن تصل للعالم وتريد لرواية الكذب والتضليل الإسرائيلية أن تستمر، ولذلك فإن استهداف الصحفيين هو في سمت الأهداف الإسرائيلية.
نقابة الصحفيين الفلسطينيين نوهت كذلك إلى التحريض الذي تشنه “إسرائيل” على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الصحفيين، بقولها “هناك تحريض هائل على وسائل التواصل من قبل الشارع الصهيوني ضد الصحفيين والشعب الفلسطيني لافتة إلى أن هناك أكثر من نصف مليون منشور لصهاينة يحرضون على قتل الفلسطينيين، إضافة إلى مقاطع مصورة موثقة ومقالات موثقة تحرض على إبادة الفلسطينيين واغتيال الإعلاميين .
رغم الترهيب والترويع والفظائع المرتكبة بحقهم وحق عائلاتهم يصر الصحفيون الفلسطينيون الذين يدفعون من دمائهم يوميا من أجل إيصال رسالة الشعب الفلسطيني على إيصال أصواتهم وتوثيق مجازر الإبادة والمذابح التي يقترفها العدو بحق أهلنا في غزة ولو كان ثمن أداء سمو مهنتهم الإعلامية في كثير من الأحيان حياتهم وحياة عائلاتهم.
في كل الأعراف الدولية ومواثيق الأمم المتحدة وقوانينها نصوص تقضي بضمان سلامة الصحفيين في عملهم وحياتهم الشخصية واعتبار استهدافهم المتعمد جريمة حرب وانتهاك صارخ للمواثيق الدولية إلا “إسرائيل” المارقة على التاريخ والجغرافية والقانون الدولي بقيت خارج المساءلة الأممية تدوس باستخفاف على جثة الشرعية الدولية وتركل بكل عنجهية قراراتها ولا تنفذ أي من المطالبات الأممية بإنهاء احتلالها للأراضي العربية المحتلة ، تقارير كثيرة وثق لانتهاكاتها وجرائمها وقرارات من منظمات دولية بقيت حبيسة الأدراج الأممية لم تكن يوما ملزمة لكيان الإرهاب، ولم تصبح سارية المفعول ولم تأخذ طريقها للتنفيذ طالما قوى الشر العالمي التي تدعم إجرام كيان العدو هي من تسيطر على المؤسسة الأممية وتمنع محاسبته وتجريمه.
