د. مازن سليم خضور:
“وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت” هكذا ردت المقاومة الفلسطينية على إعلان الاحتلال عن اكتشاف نفق ضخم لها.
إعلان وتوقيت الاحتلال ما هو إلا تبرير من الجانب العسكري عن الحاجة إلى وقف إطلاق النار عبر هذا النصر الوهمي وأنه حقق الأهداف الموضوعة وليس بسبب قوة المقاومة والخسائر الكبيرة في صفوف جيش الاحتلال من خلال مقتل المئات من ضباطه وجنوده.
هذا الإعلان جاء بعد إعلان آخر قبل أيام يقول البعض أنه تم تسريبه أولاً (من قبل مكتب نتنياهو) عن مقتل عدد من العسكريين المحتجزين لدى المقاومة نتيجة “الخطأ” كذلك مقتل أسير بعملية “فاشلة” ثانية ما هو إلا تبرير من سلطات الاحتلال السياسية عن الحاجة للدخول في وقف دائم للقتال للوصول إلى تحريرهم.
بالعودة للأنفاق وما أعلن عنه الاحتلال عن اكتشاف “أكبر نفق للمقاومة” في غزة، يمتد بطول أربعة كيلومترات!
جيش الاحتلال قال إن النفق تم تأمينه “قبل بضعة أسابيع” ولكن تم الكشف عنه للجمهور، الأحد ١٧/١٢/٢٠٢٣ وهو يثبت بذلك أنه أصبح بحاجة إلى إنجاز وهمي لوقف الحرب .
إنجاز وهمي لجيش أدعى أنه الأقوى في المنطقة ومدعوم بجسر جوي من الولايات المتحدة ويقول هذا الجيش في بيانه بأن هذا النفق لا يعبر إلى الأراضي المحتلة داخل الكيان ولكنه ينتهي على بعد ٤٠٠ متر قبل معبر إيريز المغلق وأن النفق تم إنشاؤه كنقطة انطلاق وهو ما أكدته المقاومة بفيديو بثته أن مهمة هذا النفق قد انتهت وكان معداً لعملية طوفان الأقصى وعنونت الفيديو: (وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت).
قبل أعوام قالت المقاومة الفلسطينية أنها قامت ببناء أنفاق بطول (٥٠٠) كم هذا كان في العام ٢٠٢١ فكم المسافة الآن!
وماذا يمثل النفق المكتشف من تلك المنظومة التي أعدت بطريقتين حسب الخبراء في تصميم المقاومة لشبكات الأنفاق على نوعين الأول هو ما يُسمى بـ “أنفاق الأرانب”، وهي لديها مدخل وليس لديه مخرج، وأشبه ما تكون بأنفاق وهمية لخداع الجيش الإسرائيلي أي أنفاق تكتيكية أما النوع الثاني من الأنفاق هو الشبكة العنكبوتية، وهذه يصعب تحديد مساراتها، أو تحديد مداخلها ومخارجها وهي الأنفاق الاستراتيجية التي تعتمد عليها المقاومة في تحركاتها بعيداً عن المسيرات وكذلك في تخزين السلاح.
ولذلك اعتمد الكيان على إغراق هذه الأنفاق وهو ما أكدته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم، أن الجيش الإسرائيلي بدأ ضخ مياه البحر في مجمع أنفاق حركة حماس في غزة، وأضافت أن العملية ستستغرق على الأرجح أسابيع.. هذه العملية جاءت بالرغم معرفة مسؤولي الكيان أنها قد تحتوي على أسرى إسرائيليين عدا أننا هنا لن نتحدث عن الأضرار البيئية لذلك.
وبالتالي الرسالة الحقيقية والأصدق لناحية تقييم العملية منذ طوفان الأقصى هي رسالة المقاومة للاحتلال وقواته “وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت”.