راسب ويعيد

الكلام المسؤول هو الذي يحمل جديداً، وكلام المسؤول أو الخبير يفترض أن ينطوي على جديد دوماً، وإلا كان صداه مستفزاً لأن ” تفسير الماء بعد الجهد بالماء” لايحتاج إلى مسؤولين وخبراء، وهو إما تسويف و مضيعة الوقت، أو دليل إفلاس ذهني..وفي الحالتين نكون أمام مايدعو للقلق.
فلاجدوى من تأكيد المؤكّد حتى ولو كان في مجرد حديث عادي، فكيف إن كان ذلك في ندوة أو ورشة عمل أو مؤتمر، يتقاطر المشاركون فيه من كل حدب وصوب، ليعيدوا تكرار أفكار استهلكوها هم ذاتهم ؟
وتخبرنا التجارب القريبة والأبعد نسبياً، أي خلال بضع السنوات الأخيرة، مع المؤتمرات ذات الأبعاد الاقتصادية، بما لانحب ولا نشتهي.. لأنها تثير التساؤلات ذاتها عن الجدوى والهدف بما أن مخرجاتها مجرد تشديد.. وتأكيد.. وضرورة… رغم أن المشاركين فيها غالباً أصحاب قرار يفترض أن يكون نافذاً وإستراتيجياً، إلا أن تكرار مجرد التأكيد على البدهيات بات مقلقاً ومحبطاً.
بالأمس كنا أمام حالة كرنفالية جميلة، تعكس عمق الإحساس بأهمية الزراعة والتصنيع الزراعي والأمن الغذائي، وهو إحساس مهم رغم أنه بات لدى شريحة واسعة الطيف معاناة قاسية وتحدي، لكن من المفيد أننا وصلنا جميعاً إلى عتبة الإحساس، بعد أن كان بعضنا قد أساء الظن “ببعضنا” واعتقد أنه لم يتم التقاط مثل هذا التحدي بعد.
أحسسنا وعانينا.. وعقدنا مؤتمراً صاخباً… لكن ماذا بعد؟
هل كنا نحتاج مؤتمر لكي نتوافق على ضرورة دعم الزراعة لأهميتها كقاعدة أساسية للأمن الغذائي في بلد مأزوم بالحصار الخانق، ولنقتنع بأهمية التصنيع الزراعي.. والتشبيك بين مختلف الأطراف الفاعلين في هذا القطاع الذي يفترض أن يكون إستراتيجياً؟
لم يبق لامسؤول ولاخبير ولا فلاح إلا ويعرف تفاصيل خارطة الطريق المفترضة لإنعاش الزراعة والتصنيع الزراعي والمشاريع الأسرية والصغيرة ذات الصلة بالقطاع الغذائي.. فلماذا نشغل أنفسنا بضجيج المؤتمرات، وترتيب قرينة جديدة تؤكد تشتت البوصلة وضياع الاتجاهات ؟
المسألة لا تتطلب مؤتمرات، فقط علينا أن نسأل أي فلاح أو أسرة ريفية منتجة عن المطلوب وسنجد الإجابات الشافية على طريقة من الآخر.
كلنا نعلم أن المطلوب مستلزمات وبيئة إنتاج مناسبة، أما أن نستمر في التظاهر بالعصف الذهني للبحث عن حلول معروفة لمشكلات مزمنة فهذا مضيعة للوقت في أدبيات العمل التنفيذي التقليدية، وإمعان في تجاهل مايجب ألا يكون مجهولاً.

نهى علي

آخر الأخبار
تعاون بين السياحة والطيران لتطوير برامج التدريب الوطني المعهد التقاني للصناعات التطبيقية بحمص يستقبل ضعفي طاقته الاستيعابية لاستخدامها السلطة الفاسدة.. الأوقاف تفسخ العقد المبرم مع شركة موبيلينك معدات حديثة للمكتبة الظاهرية والمدرسة العادلية اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد جلسة موسعة في الصنمين "الطوارئ وادارة الكوارث": انفجار الألغام أثناء الحرائق سبب لاتساعها روسيا نحو استراتيجية جديدة في سوريا بعد عشر سنوات من التدخل   "خطة ترامب".. هل هي لإنهاء للحرب أم لاحتلال غزة؟ "من الموت إلى الأمل"..  توثيق إنجازات فرق إزالة الألغام وتضحياتهم   جامعة اللاذقية تنهي استعداداتها لبدء التسجيل بالمفاضلة العامة غداً تحديث أسطول وآليات مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق لجنة لدراسة تعديل قانون التأمينات الاجتماعية عصمت العبسي: انتصار الشعب السوري ثمرة نضال شعبي وليس منّة من أحد تلمنس تستعيد أنفاسها بعد إزالة نصف أنقاضها بجهود الخوذ البيضاء مكتب لرعاية شؤون جرحى الثورة في درعا سراقب.. عودة الحياة المدرسية بعد التحرير و دعم العملية التعليمية وصول 50 حالة تسمم إلى مستشفى نوى الوطني.. و وحدة المياه تنفي الثلوث  امتحانات السويداء.. حلول على طاولة "التعليم العالي" إجراءات صارمة ضد الجهات غير المرخصة في السوق المالية دمشق .. حيث يصبح ركن السيارة تحدياً.. مواقف مشغولة وقلق متواصل