المشاركون بورشة عمل أكساد والفاو لـ”الثورة”: الغوطة الشرقية شريان دمشق وسلتها الغذائية وجهود كبيرة لإعادة إحيائها
الثورة – دمشق – غصون سليمان وميساء الجردي:
ضمن رؤية أكاديمية تطبيقية لوضع خارطة استثمارية زراعية للغوطة الشرقية بريف دمشق وإعادة الحياة لها في المجالين الزراعي وتربية الحيوان، ناقش المشاركون في الورشة التي نظمتها منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة”أكساد” بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” على مدى يومين جملة من القضايا الاستراتيجية التي تتعلق بالمشكلات والتحديات التي تواجه المزارعين والمربين في الغوطة الشرقية، وتحدثوا لـ”الثورة” حول الحلول والرؤى التي يمكن العمل عليها بشكل بحثي ووفقاً لدراسات عديدة.
الدكتور محمد عبد الوهاب أحمد من المكتب الإقليمي “الفاو” بين أن المنظمة تركز على الأمن الغذائي وتقليل الفقر ، لافتاً أن مبادرة “يداً بيد” هدفها التسريع في تنفيذ الهدف الأول والثاني من أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة عام ٢٠١٦ بغية تطوير ورفع مستوى المعيشة في الدول الفقيرة من خلال القضاء على الجوع والفقر وكل أشكال سوء التغذية، وذلك بقصد المشاركة بين الدول المستفيدة والدول المانحة ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة في منطقة معينة بكل دولة.
وأشار أحمد إلى أن سورية كانت من أوائل الدول التي رحبت بهذه المبادرة، وبدأنا بتنفيذها كمنظمة أغذية ببعض الأعمال الفنية وإقامة ورش عمل لبناء القدرات، وبعد تنفيذ بناء القدرات والوقوف على المشكلات والتحديات التي يواجهها أصحاب المصلحة ،هناك تكوين للعمل الاستثماري في خارطة الغوطة الشرقية من مرحلة ماقبل المزرعة وصولا إلى التسويق.
مطلب شعبي
مدير إدارة الأراضي واستعمالات المياه في “أكساد” الدكتور ياسر السلامة أستاذ في كلية الزراعة بجامعة الفرات بين أنه تأتي أهمية فكرة إعداد خارطة استثمارية من حيث الوقوف على الواقع الحالي للغوطة وتحديد المشكلات الموجودة وأوجه التدخل من قبل الحكومة أو المنظمات فكان الدور ملقى على أكساد للقيام بهذه الدراسة والتنظيم بين الجهات المعنية بمشاركة الأهالي والجمعيات الفلاحية. لافتاً إلى أن إعادة التألق للغوطة هو مطلب شعبي وحكومي لكونها شريان دمشق ويمكن أن تبدأ فيها الدراسة كمنطقة واعدة يظهر فيها أثر هذه الجهود لكون الفلاح والمربي في الغوطة يجيد العمل ويحبه.
والورشة جمعت كل التخصصات للاستماع إلى مشكلاتهم وإضافتها إلى الدراسات القائمة حولها لدى وزارة الزراعة والمنظمات والتعرف على وجهة نظرهم في حلها.
غلاء كلفة الإنتاج
من جانبه أشار أستاذ الأمراض المعدية في جامعة دمشق وخبير لدى أكساد الدكتور ماهر سليمة إلى تراجع الواقع الزراعي في منطقة الغوطة خلال فترة الحرب على سورية والحصار الذي تعيشه وكذلك التراجع بأعداد الحيوانات بسبب غلاء كلفة الإنتاج والأعلاف وخروج الكثير من المربين من المهنة، حيث إن معظم المربين الصغار خرجوا من مشاريع تربية الحيوانات بسبب غلاء الأعلاف، وعليه فإن دور هذه الورشة إيد بإيد لتسليط الضوء على أهم هذه المشكلات من غلاء الأدوية وتراجع اللقاحات وغلاء الأعلاف ووضعها في أيدي أصحاب القرار وإيجاد الحلول لها وخاصة أن وزارة الزراعة عملت سابقا على استيراد أكثر من 8 آلاف بكيرة لرفد المربين بأنواع جيدة من الأبقار وزيادة أعدادها، إضافة للخطوة الهامة المتعلقة بالحفاظ على السلالات المحلية الموجودة وخاصة الأبقار الشامية التي تراجعت أعدادها بشكل كبير حيث تعمل الوزارة على توطينها مرة ثانية.
تأهيل المنطقة
الخبير في “أكساد” الدكتور محمود قويدر- أستاذ في جامعة دمشق كلية العلوم بين أهمية اختيار منطقة الغوطة التي تعتبر سلة الغذاء لدمشق وريفها وخاصة بعد ما حدث من تدمير نتيجة الحرب التي قامت على سورية، وعليه فإن هناك توجهاً كبيراً لإعادة تأهيل هذه المنطقة من الناحية الزراعية ومن ناحية تربية الحيوانات بشكل تعاوني، يشمل وزارة الزراعة ومديرياتها والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة أكساد ودراسة المناطق الجافة والقاحلة والفاو بوجود خبراء محليين من مختلف المجالات الزراعية ومن الجامعات ومن مختلف المراكز البحثية بشكل تعاوني وتشاركي، لإعادة النهضة إلى المنطقة وعليه يمكن تطبيق هذا المشروع في أكثر من منطقة في سورية.
البحث عن حلول
وأكد الدكتور محمد العبد الله من منظمة “أكساد” أنهم جهة مخططة عملوا على إشراك جميع الجهات التي لها علاقة بالعمل الزراعي بشقيه النباتي والحيواني للاستماع إلى المشكلات الحقيقية لدى أهالي المنطقة من مزارعين ومربين، وما هي الأولويات لديهم وذات الحاجة الملحة والبحث عن الحلول التي يجب تقديمها للمعالجة من خلال وضع مشاريع متكاملة ضمن خطط زمنية، بحيث يتم الخروج من هذه الورشة بخطة استثمارية تتضمن مجموعة من المشاريع ذات الأولوية وحلولها متوفرة وميزانيتها موجودة وتقدم لمختلف الجهات من قطاع عام وخاص أو مشترك أو منظمات دولية وعليه يمكن للمستثمر المباشرة.
وبالنسبة للثروة الحيوانية في الغوطة الشرقية ذكر أحد المدربين من أبنائها أنه يوجد حوالي ٥٠٠ ألف رأس غنم و٥٠ ألف رأس بقر ويوفد للمنطقة من البادية شتاء حوالي ٤٠٠ ألف رأس غنم ما يشكل ضغطا كبيرا في هذه الظروف الصعبة بعد انحسار المساحات المزروعة.