الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
بمهنية واجتهاد ومواظفة على العلم والعمل بكفاءة عالية جنب كوادر الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” مريضاً عملاً جراحياً على الدماغ.
وفي الحالة السريرية التي عمل عليها كوادر شعبة الغدد الصم في الهيئة لفت مدير عام الهيئة الدكتور أحمد عباس لـ “الثورة” أنه ظاهرة مخبرية جنّبتْ المريض عملاً جراحياً على الدماغ، فقد كشف فريق طبي بمستشفى دمشق كتلة كبيرة “ماكرو برولاكتينوما” على حساب الغدة النخامية عند مريض أربعيني مُسببة تشوشاً بالرؤية وغياب الرغبة الجنسية.
وأكد أنه وبسبب اكتشاف أن الكتلة مفرزة للبرولاكتين جنّبت المريض العمل الجراحي وما يحمله من خطورة ومضاعفات.. (التهاب السحايا، نز سائل دماغي شوكي، قصور نخامي، مسلطاً الضوء أنه يهدف عرض مثل هذه الحالات اطلاع الأطباء وزيادة خبراتهم العلمية والعملية.
وفي تفاصيل الحالة وعلاج ومتابعة وإشراف اختصاصية أمراض الغدد الصم الدكتورة سوزان أحمد بلول بينت أنه راجع المريض (ع. ح) عمر ٤٠ سنة العيادة العينية بشكوى تشوش بالرؤية أشدها بالعين اليسرى، وبالفحص تبين وجود نقص قدرة بصرية مع عتامات أنفية بالعين اليسرى، وبشكل أقل بالعين اليمنى.
وأشارت إلى أنه طلب مرنان نخامي مع الحقن واستشارة جراحة عصبية، وقد أظهرت صورة المرنان كتلة كبيرة تقيس ٢.٧*٣ * ٤.٣ سم على حساب الغدة النخامية، والتحاليل المخبرية أثبتت أن الكتلة غير مفرزة للهرمونات (وكان هرمون البرولاكتين ضمن الطبيعي).
ومن خلال التشخيص أوضحت الدكتورة بلول أنه تم طلب استشارة غدية لإمكانية التداخل الجراحي، وتبين أن المريض لديه ضعف جنسي متردد وغياب للرغبة الجنسية منذ عشر سنوات. هنا تطلب الأمر إعادة تحليل البرولاكتين مع التمديد ١/١٠٠ للتخلص من ظاهرة hook effect المخبرية التي تسبب أرقام برولاكتين طبيعية بشكل كاذب في حالات الأورام العرطلة المفرزة للبرولاكتين، تمديد عينة الدم أثبت ارتفاع البرولاكتين لحد كبير جداً (٧٩٠٠) نغ/مل وأن الكتلة “ماكرو برولاكتنوما”.
وفي العلاج، بينت أنه دوائي بمشابهات الدوبامين، وبعد شهر من العلاج عادت القدرة البصرية للطبيعي، ومن خلال فحص الساحة البصرية ضمن الطبيعي، وبالمتابعة بعد ٦ أشهر تحسن الرغبة والقدرة الجنسية، ومن خلال فحص المرنان النخامي نقص حجم الورم ١.٥×٢×٣سم.
وأضافت أنه ومن خلال نقص تدريجي في أرقام البرولاكتين وصلت إلى ٢٣٩ بعد ٩ شهور من العلاج، لا يزال المريض قيد العلاج والمتابعة حالياً.
ونوهت بأنه من تأثيرها على حياة المريض ومضاعفاتها في حالة إهمال العلاج: تسبب ضعفاً جنسياً مع نقص في الرغبة الجنسية والعقم بالإضافة لخطورة تطور العمى بسبب الضغط المتزايد على التصالب البصري أو السكتة النخامية.