الثورة _ لميس علي:
ذكرت إحدى الصفحات على الموقع الأزرق معلومة تفيد أنه (في جامعة كامبريدج الإنجليزية المصنّفة الأولى أوروبياً والرابعة عالمياً، يتمّ تعليم اللغة العربية لطلابها عن طريق تعليمهم اللهجة السورية، لأنها الأكثر قرباً من الفصحى، ولأنها سهلة الفهم من قبل كل المتحدّثين العرب. أما الكتابة والقراءة فيتمّ اعتماد اللغة الفصحى).
بفرض كانت المعلومة موثوقة مئة بالمئة، وبفرض كان القائمون على شبكة( mbc) على علم بها، سيُفهم حينها سبب استخدام اللهجة السورية لسنواتٍ طويلة في دبلجة العديد من المسلسلات الأجنبية: مكسيكية، هندية، والأكثر حظاً كما هو معلوم كانت الأعمال التركية..
والآن.. ولأن اللهجة السورية كانت سبباً أساسياً في تكريس وانتشار نموذج الأعمال المدبلجة، التركية تحديداً، يتمّ توظيفها في قالبٍ آخر أو بهيئةٍ أخرى لا تكتفي بحضور “الصوت” السوري فقط..
بل يتمّ نقله من حضور سوري “سماعي” إلى “بصري” كامل، يستغرق الحواس جميعها..
فليست الفكرة وحسب، إنما المناخ العام للعمل التركي يأتي إلينا بلحمٍ ودمٍ عربي (سوري، لبناني)..
وبالطبع لا تكاد تُذكر فروقات اللهجتين عربياً.. إذاً “بالمعية” يمكن أن نقول عليها لهجة سورية.
يبدو أن القائمين إنتاجياً على هذا النوع الدرامي يتقنون صيد ربحهم بمهارة عالية، ولاسيما مع دخول (منصات العرض) في سوق البث الدرامي..
آلة يتم من خلالها اختيار أي عمل..
فمؤخراً يتمّ الحديث عن نقل المسلسل التركي الذي تمّت دبلجته سابقاً “العشق الممنوع” ليدخل ضمن قائمة الأعمال المعرّبة. يُذكر أنه حين عُرض مدبلجاً سبّب حالة استنكار.. ولا نعلم أن ردّ فعل الجمهور أو المتابعين على العمل المعرّب ستكون مشابهة لأصله المدبلج.
هل يوجد أي نقطة إيجابية في هكذا نماذج فنية..؟ عدا عن محاولة تقديم علاقة (الرجل، الأنثى) ضمن إطار (شراكة ندّية) كما في “الخائن” مثلاً.. فيما لو تم الانتباه لذلك، وسط الإبهار والترف البصري القاعدة الأساسية التي تعتمدها هذه الأعمال..
ما الشيء الإيجابي الذي يمكن أن يؤثّر في ذهنية المتلقين..؟
وفيما لو تناسينا تأثيرات “التغريب” وليس “التعريب” كما تسمّى هذه الدراما (المستحدثة).. فهي تدعي أنها معرّبة، لكن الصحيح في العمق أنها تهدف إلى (تغريب) بيئة المتلقي العربي.
والسيئ في الأمر أننا إن تأملنا الظاهرة أو الموجة نجد أن كلا الحالين (التغريب والتعريب) يستهدفان “الظاهر”..
بمعنى لا تأخذ الجيد من المجتمع الذي يتم النقل عنه.. وبالوقت نفسه لا تنقل سوى نقل ظاهري/خارجي..
وكأننا أمام حالة (تعليب)..
المنتج الدرامي “التركي” يتم نقله (تعليبه).. بعُلبٍ منتج درامي معرّب “سوري، لبناني”..
المادة الخام هي ذاتها يتم توضيبها/تعليبها أو تغليفها بصناديق كُتب عليها صُنع بأيادٍ عربية وببطولة سورية تحديداً..
أو ربما خُتمت بعبارة (التعليب ببصمة سورية).