الثورة – إسماعيل جرادات:
يمر عيد الميلاد المجيد هذا العام ونحن نعاني من قسوة الحياة المعيشية لكننا ورغم تلك المعاناة فإننا نحتفل بهذا العيد كل على طريقته الخاصة، فهو يمثل عيد السلام والمحبة لأنه عيد ميلاد رسول المحبة والسلام.
نعيش نحن السوريين كل معانيه من مسلمين ومسيحيين على حد سواء، من هنا فإن الإخاء الإسلامي المسيحي في سورية حقيقة تاريخية نعيشها في مختلف الحقب، ولا سيما خلال ما تواجهه بلدنا من تحديات، والشواهد حية على ذلك وكثيرة تحفل بها كتب التاريخ وهي تطبيق لما جاء في القرآن الكريم والإنجيل المقدس من نصوص تدعو إلى المحبة والإخاء، وإلى العمل معاً لخير الإنسانية وسعادتها.
ميلاد مجيد نقولها بكل حب وود.. مغمسة برائحة كنائس سورية التي خبرناها جميعاً بمختلف شرائحنا وأطيافنا، خبرناها في الأعياد والتراتيل، وسادها التسامح، فيسوع المسيح كان وسيبقى رسول المحبة والخير لكل البشر، فهو الذي يقول: “أعطني من يحب فيفهمني” أي يفهم معنى السر الإلهي الذي “لا يُعقل” لأنه يفوق العقل.
عيد الميلاد كما هو الحال بالنسبة للاحتفالات الدينية الأخرى مناسبة لتقوية أواصر الأخوة بين الناس ولعل ما نعيشه من تآخ يعد نموذجاً للمحبة والإخاء ولعل الزيارات بين أبناء الوطن في عيد الميلاد وغيره من الأعياد ما هي إلا دليل التآخي بين أطياف الشعب الواحد.
والميلاد يعني المحبة وهذا ما دعا إليه رسول المحبة والسلام السيد المسيح ونحن في سورية لا فرق بين مسيحي ومسلم، فالاثنان يكملان بعضهما البعض وبالتأكيد فإن من المعاني السامية لميلاد المسيح أن يعم السلام أرجاء العالم وأن يكون الإخاء والمحبة عنواناً نعيشه بكل معانيه ومحبة لله يحثنا أن نضحي في سبيل العزة والكرامة.. أن نضحي من أجل أن يبقى بلدنا قوياً عزيزاً آمناً لا تهزه الرياح العاتية التي وفدت إلينا من كل أصقاع الدنيا لتخرب ما بنيناه بعرقنا وجهدنا جميعاً عبر سنوات طوال، ونحن هنا نقول: عيد الميلاد المجيد فرصة للدعاء إلى الله أن يعم الخير أرجاء الوطن تحت راية التسامح والمحبة والإخاء ولتبارك الصلوات التي تقام بالدعاء إلى الله أن يحفظ سوريتنا التي نحب ونعشق، وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نقول بكل الحب ميلاد مجيد يعود على بلدنا وشعبنا وجيشنا وقائدنا بالخير والبركة.