الثورة _ هشام اللحام:
اعتدنا من اتحاد كرة القدم، وعند أي مشكلة أو خطأ أو فشل الصمت أو دفن الرأس في الرمال على طريقة “النعام”، بينما نراه عند أي شيء يراه نجاحاً ينشر الصور والفيديوهات، وتكثر التصريحات من مسؤوليه، ومن حولهم جوقة المهللين المطبلين، على الرغم من أن هذا الذي يرونه جيداً وإنجازاً قد لا يكون ذلك.
نبدأ من الآخر
لعل خير مثال على ما سبق قوله آخر ما كان من قصص، والتي تتعلق بقصة استبعاد عمر السومة، فعدم ضم اللاعب وكابتن وهداف الفريق السومة، وعلى الرغم من الضجة الكبيرة والصدى الذي رافقها جماهيرياً وإعلامياً، لم نسمع أو نر من الاتحاد أي توضيح أو تصريح، على الرغم من أن الاستبعاد يحتاج إلى بيان كبير في أكثر من جانب، الأول أن السومة لا يزال من اللاعبين المهمين، وهو القائد الذي اعتمد عليه في المباريات الودية الأخيرة، والجانب الثاني وهو الأهم، والذي يحاول الاتحاد وجوقته تجاهله وهو طريقة الاستبعاد الخالية من الاحترام والاحترافية والفهم.
والمضحك أن جوقة المهللين الذين يوافقون الاتحاد، ويؤيدون قراراته لأن مصلحتهم تتطلب هذا، هؤلاء يقفزون ليتحدثوا عن حق المدرب في استبعاد أي لاعب، ولا يجوز التدخل في عمله، ومنهم من كان ينتقد المدربين السابقين على أي حركة، ومنهم من لا يتحدث عن الاستبعاد ولو برأي شخصي، بل يطالب بضرورة الوقوف مع المنتخب الآن، والابتعاد عن الحديث عن المشكلات، وكأن من ينتقد ويتحدث بصراحة هو ضد المنتخب.
هذا كله والاتحاد صامت ليخرج من هم من المقربين الآن ليتحدثوا ويدافعوا عن الاتحاد بأنه من خلال الأعضاء كان هناك محاولات مع كوبر لإبقائه في قائمة كأس آسيا!
فشل الناشئين
وقبل قصة السومة كانت قصة فشل منتخب الناشئين في بطولة غرب آسيا التي جرت في عمان مؤخراً، فعند الخسارة صمت وعند الفوز في مباراة العكس، وعند الفشل في البطولة كلها لا نسمع شيئاً عن الأسباب، وإن كان هناك إجراءات ما أو تغييرات، علماً أن فشل منتخب الناشئين كان مع المدرب المصري تامر حسن الذي سبق وأن فشل مع منتخبي الشباب والأولمبي، وبعد كل فشل ينقلونه إلى منتخب آخر، علماً أن المدرب نفسه وفي أول مؤتمر صحفي له قال شاهدوا عملي، ومن ثم انتقدوني، فما بال الاتحاد يرى الأمور بالمقلوب؟
وسبق أن هلل وطبل الاتحاد بعد الفوز المتواضع على كوريا الشمالية، وبعدها لا حياة لمن تنادي بعد الخسارة والأداء الكارثي أمام منتخب اليابان.
من يسأل؟
وبعد.. نسأل هل صمت الاتحاد واتباعه سياسة الهروب والتواري والتعنت صحيح، ويعبر عن اتحاد ناجح وقادر على قيادة كرة القدم السورية كما يجب؟ وهل القيادة الرياضية ممثلة بالمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام راضية عن هذا الاتحاد حتى لا نرى منها سؤالاً ومطالبة بالتواصل مع الإعلام وإطلاع الجمهور على كل ما يتطلب التفسير والتوضيح، هذا على أقل تقدير إذا لم تتدخل بقوة كما فعلت مع اتحادات سابقة، وضغطت حتى كانت استقالة تلك الاتحادات، علماً أن أخطاء هذا الاتحاد كثيرة، وفشله متكرر من منتخب إلى آخر، ونستثني فوز الناشئات ببطولة غرب آسيا.