صعوبات التعلم في المراحل الأولى.. كيف نتجاوزها؟

الثورة – زهور رمضان:

إن مشكلة القراءة بشكل جيد تعتبر من أهم الصعوبات التي تواجه تلاميذ الصفوف الأولى، إذ لا يستطيع الطالب التهجئة للكلمة لعدم قدرته على معرفة الأحرف الأبجدية فيها، لذلك تجده خائفاً ومرتبكاً أمام معلمته وزملائه.. يتلعثم في كلماته، وأعذاره من ضعف قدرته على القراءة بشكل مماثل للقراءة.

والسبب في ذلك، حسب تعبير المدرسة تغريد سعود، يعود إلى أمور متعددة، منها: أحياناً سوء الوضع المادي الذي يمنع بعض الأسر من إرسال طفلهم الصغير في مرحلة التحضيري إلى الروضة، بسبب غلاء أسعارها، هذا فضلاً عن قلة اهتمامهم بتعليم الطفل الأحرف الأبجدية في المنزل كبداية لمرحلة تعليم طويلة سترافقه في سنوات دراسته التالية، وبهذا تكون البداية السلبية، إذ لا يتمكن الطفل عندما يدخل إلى المدرسة بشكل نظامي من مساواة أقرانه في مستوى التعلم للحروف والكلمات وكيفية قراءتها، وهذا لا يعني أن الطفل سيبقى على وضعه، فبعض الأطفال أحياناً يتقدمون على زملائهم بعد مرور فترة قصيرة من تعلم الأحرف مع المعلم في الصف، ويلاقون اهتماماً من الأهل والمدرسة فتجدهم قد تميزوا بشكل واضح بعد برهة من الزمن.

وأضافت سعود: هنا تبدأ مسؤولية المعلم الذي يتوجب عليه إعطاء المنهاج بشكل تدريجي ومراعاة مستوى التلاميذ ونسيان فكرة أن الأكثرية يدخلون المدرسة ولديهم إلمام بالأحرف وكتابتها.

ولفتت أن عليه إعادة الأحرف حسب الدليل المدرسي وكذلك يتوجب علينا التقيد بالتعليمات وأداء الأمانة تجاه الطلاب لأنهم أمل المستقبل والشعلة التي ستضيء لنا الدروب المظلمة في الأيام القادمة.

تكرار المعلومات

فيما بينت المدرسة ليلى الحريري، أن هذا التلميذ من الممكن أن يكون قادراً على القراءة ولكن هذه القراءة لا تعني قراءة لرموز الكتابة المعروفة بالأبجدية وتحليلها فقط، إذ نجد بعضهم يخطئ كثيراً في قراءته، هذا كما نعلم لا يكفي، لأن هذه القراءة إن لم تكن مرتبطة بفهم الموضوع تسمى (ترديداً)، فالكثير من التلاميذ يعطى قطعة من الدرس مبسطة جداً عن موضوع ويطلب منه قراءة هذه القطعة، ولكن بعضهم بل حتى الأغلبية منهم لا يفهمون ما قرؤوا، لذلك كان لزاماً على المدرسة أن تكون يقظة لهذه الأمور، وتسعى جاهدة لأن تكون قراءة تلاميذها مبنية على القراءة التي تكون نتيجتها الفهم والمعرفة واكتساب الخبرة والمعلومات من جراء هذه القراءة، وإلا لا فائدة من موضوع يقرأ ولا يفهم منه الطالب شيئاً، وهذه أعظم الصعوبات التي يعاني منها أغلب تلاميذنا في الصفوف الأولى.

وهو عدم تنمية القراءة لدى التلاميذ، إذ يعي كيف يقرأ، وماذا يقرأ؟ وكيف يعتمد بشكل نهائي على نفسه.. هذه المشكلة تعتبر من أهم المشكلات التي تكون سبباً في ضعف التلاميذ في القراءة.

وأشارت الحريري إلى أنها تعتمد مع تلاميذها في الصف الثاني أسلوب التكرار اليومي للدرس، وتشجعهم على القراءة فكل طالب يقرأ أمامها مقطعاً صغيراً تستطيع من خلاله تحديد مستواه في التعلم، وتكرر أمامهم الأحرف والكلمات بشكل يومي حتى يتمكن الطالب من التهجئة بشكل تدريجي، مبينة أنها تطلب أيضاً من التلاميذ إعادة كتابة مقطع من الدرس يومياً لمدة أسبوع كامل، وهدفها الأساسي هو تقوية الطالب في الإملاء والقراءة.

ضيق الوقت

ولا تتوقف مشكلة تعلم الطالب للقراءة عند المعلم فقط، وإنما تتعداها إلى المنزل أيضاً، وقالت السيدة صفاء محمد: إنها تجد صعوبة كبيرة في تعليم طفلها التهجئة، لأنها تعود متأخرة من عملها، ما يشكل صعوبة أمامها في إيجاد الوقت الكافي لإعادة الدرس لولدها أكثر من مرة، حتى يتمكن من حفظه وفهمه حسب تعليمات المدرس، هذا ناهيك عن عدم تقبل ابنها للتعلم لأكثر من ساعة فهو يضجر ويمل ويبدأ بالبكاء عندما تطلب منه تكرار قراءة الدرس لمرة ثانية، فيما بينت السيدة فاطمة قاسم، أنها تقضي ساعات طويلة بعد عودتها من العمل، وهي تعلم أبناءها دروسهم وخاصة ابنتها الصغيرة في الصف الثاني، إذ يكون لديها واجبات كثيرة تتطلب الكثير من الوقت، مضيفة: إنها تجعلها تقرأ الدرس والتمارين معتمدة أسلوب التهجئة، وذلك لتمكنها من قراءته بشكل ممتاز عن طريق الفهم والاستيعاب، وليس البصم فقط، فالمعلم غير كافٍ، والمسؤولية تترتب أيضاً على الأهل لأن المدرس في المدرسة يعطي الدرس والتمارين للطلاب، ولكنه غير قادر على إيصالها لجميع الأطفال بشكل ممتاز، وهذا يقع على عاتق الأهل، إذ إنه من الضروري التعاون مع المدرسة في تعليم الطالب، لأن وقت الدرس غير كافٍ لتمكين الطالب منه بشكل جيد، وهنا من الواجب على الأهل تعليمه وإكمال ما أعطاه المعلم حتى يكون هناك انسجام تام بين المدرسة والأسرة.

التعاون بين الجميع

وبهذا الخصوص بينت الاختصاصية التربوية منى محمود، أن الأنشطة والوسائل في الصفوف الأولى خاصة المدرسة الابتدائية عامة نجدها ملغاة، ولا توجد على أرض الواقع بصورة سليمة تنمي الناحية التعليمية والصحية والاجتماعية لدى الأطفال، ومن المفروض اتباع الأنشطة ووسائل التعليم وأجهزة أحياناً لعرض أناشيد وأصوات طيور وحيوانات، وكائنات حية من البيئة المحلية، إذ يقلد الطفل أصواتها وحركاتها، وسلال بلاستيك مختلفة الأحجام، وفرز ملون بأحجام وأشكال مختلفة، وزهور ونباتات طبيعية تحتاج إلى رعاية مستمرة، ونماذج لمجسمات بينها علاقة، وعلى الطفل تصنيفها، ونماذج مختلفة الأحجام لمعرفة صغير وكبير ثم متوسط، وألوان شمعية، وأقلام ملونة، وطباشير ملونة، وألعاب، ومكعبات مختلفة الألوان والأحجام، كل هذه من الوسائل التي تعين على الفهم نجدها مهملة ولا أصل لها.

وأضافت محمود: إن هناك أسباباً كثيرة تجعل التلاميذ ضعافاً في الصفوف الأولى كحفظ المعلومات، والقراءة، والكتابة، والتعبير، والبحث عن المعلومات والتنقيب عن الحقائق، لافتة إلى أن ضعف التلاميذ لم يأتِ عن طريق المصادفة، وإنما يعود إلى الضعف التأسيسي الذي ينشأ لدى تلاميذ الصفوف الأولى منذ البداية وهذا الضعف يجعل التلاميذ في غير وئام مع الحقائق وأصول الكتابة والتحصيل.

وأحياناً تكون المناهج التعليمية غير مناسبة لقدرة التلاميذ ولا تراعي قدراتهم الجسمية والعقلية والنفسية ولا تراعي الفروق الفردية ما يسبب ضعفاً لدى التلاميذ بحيث لا يستطيعون مجاراتها، كما يعتبر الأسلوب الذي يتبعه المدرس في التعليم مهم جداً، فالأسلوب المرن والطريقة الجذابة تدفعان بالتلاميذ لحب المادة الدراسية، وبالتالي يقدمون على دراستها برغبة وشوق، لهذا يستحسن من المعلم أن ينوع أسلوبه بين الحين والآخر، ولا يجعل هذا الأسلوب مماثلاً ويراعي مشاركة التلاميذ جميعاً في النقاش وطرح الأسئلة التي تكون واضحة وتدور حول الدرس، وأن تغيير الأسلوب والمواقف التعليمية سريعاً أثناء التعلم، يزيد من اهتمام التلاميذ بالمادة الدراسية.

وأشارت الاختصاصية التربوية إلى أن أسلوب القصص في الصفوف الأولى أسلوب محبب لدى التلاميذ يجذب انتباههم بصورة أفضل، كما أن استخدام الوسائل التعليمية الهادفة لها مردود أحسن على العلمية التربوية.

وأكدت أيضاً على ضرورة تعاون أولياء الأمور مع المدرسة، لأنه يجب أن تكون هناك صلة مباشرة بين أولياء الأمور والمدرسة، إذ لا يفصل هذه الصلة أي شيء، ومن الأفضل أن يتم استدعاء أولياء الأمور بخطابات رسمية توجه إليهم من قبل إدارة المدرسة، لكي يتم التشاور والمناقشة حول تحصيل الأبناء، والبحث في أسباب ضعفهم، بحيث يجري مناقشة وضع ومستوى أبنائهم ما يمكنهم من إيجاد الحل المناسب للطفل الذي لديه صعوبة في التعلم.

آخر الأخبار
أعضاء لجان انتخابية بحلب: مستقبل أفضل للبلاد برلمان جديد يولد من صناديق اقتراع السوريين المطر على الأبواب.. الإسفلت يصل إلى المركز أولاً والضواحي تنتظر تقنيات التعليم وضروراتها في العملية التعليمية طريق دمشق - السويداء يشهد تحسناً ملحوظاً بحركة المسافرين ديمقراطية تتجسد على أرض الواقع..دمشق تنتخب بروح جديدة هل هذه نهاية الحرب في غزة؟ الانتخابات التشريعية .. كيف يراها خبراء وباحثون عرب؟ مشروع بذار الفطر الزراعي.. خطوة رائدة لدعم الأسر المنتجة تمديد مدة الانتخابات في حمص مرسوم رئاسي يقضي بتحديد الأعياد الرسمية في سوريا بين مرحلتين .. السوريون يخطون بتضحياتهم فصلاً جديداً من حريتهم صعوبات التعلم في المراحل الأولى.. كيف نتجاوزها؟ الرئيس الشرع: بناء سوريا مهمة جماعية أطفالنا.. بين تحديات وسائل الاتصال والتربية قطر باتت أبرز حلفاء أميركا.. هل هو عقابٌ لإسرائيل؟ الإعلان عن أسماء المقبولين في مدارس المتفوّقين بالقنيطرة انتخابات اللاذقية.. إقبالٌ لافتٌ لاختيار الأفضل فيدان: انتخابات مجلس الشعب خطوة مفصلية في تاريخ سوريا التعدد اللغوي.. صوت المدرسين ورسالة الطلاب لمستقبل التعليم