عبد الحميد غانم:
مهما حاول الاحتلال الصهيوني أن يدوس على قوانين الشرعية ويواصل عدوانه في غزة، فإن هزيمته باتت مؤكدة.. وكل تطورات الميدان وتصاعد خسارته واندحاره تشي بذلك.
ومهما حاول أصحاب المشروع الأسود بقيادة الولايات المتحدة الأميركية إنقاذ كيان العدو من مأزقه والمستنقع الذي وضع نفسه فيه، لن يفلحوا .
فمعركة غزة أوسع من غزة وأكبر من دائرة فلسطين وسورية ولبنان .. إنها معركة الأمة معركة بلدان العرب أوطاني كلها من أجل استقلالها ونهضتها ووحدتها.
هذه المعركة التي تلتقي في صفحاتها عناوين الصراع التاريخي ، ستسفر نتائجها وانتصارات المقاومة عن تحول نوعي يسهم في تغيير صفحات الواقع والحاضر وترسي إلى مستقبل وأفق جديد تشهده المنطقة والعالم.
لقد شكلت منطقتنا عبر التاريخ أهمية كبيرة في التحولات النوعية التي غيرت وجه البشرية ومسرى حركة التاريخ.
واليوم ليس بخاف على أحد أن ما تشهده منطقتنا سيغير وجه البشرية وستتلون معالم طرق العالم وفق الظلال الذي يرسيها الصراع فيها صراع بين الحق والباطل .. صراع بين أصحاب الأرض وبين الغزاة المحتلين.
في كل شارع من غزة ووراء كل شجرة ووراء كل بيت أو مدرسة يرسم المقاومون لوحة انتصار ويسجلون إنجازا لفلسطين وللأمة.
إن انتصار المقاومة في غزة وفي كل حي وشارع وبستان فيها، وقبلها في القدس وجنين والضفة، والجولان وجنوب لبنان وعلى أي أرض عربية، يؤسس لعصر جديد تدخله منطقتنا وأمتنا.
ويسجل انتصارا جديدا يضاف لتاريخ أمتنا في العصر القديم والعصر الحديث والمعاصر.
لقد كشف العدوان الصهيوني ضد غزة وفلسطين ومنطقتنا العربية النزعة الصهيونية المتأصلة لأصحاب المشروع الصهيوني الأميركي الغربي وعنصريتهم ومخططهم المعادي الذي يهدف إلى القضاء على المشروع النهضوي القومي العربي وطمس القضية الفلسطينية والحقوق العربية وإعادة رسم خرائط المنطقة وفق مصالحهم وأهدافهم الاستعمارية.
لكن أهداف العدو الصهيوني تكسرت وسقطت على صخرة صمود المقاومين ، كما تكسرت أهداف الغزاة والمحتلين ومخططاتهم على صخرة صمود أبناء أمتنا .
وحطم المقاومون لوحة الغرب التي رسمها للعالم عن قوة كيان العدو الذي لا يقهر على حد زعمه ، وبانت حقيقته، بأنه عبارة عن مرتزقة غير قادر على حماية نفسه، ولم يستطع أن يقي نفسه من ضربات المقاومة، وفقد هيبته..
وكل هذا الزيف والخيال والوهم الذي رسمه الغرب لهذا العدو ذهب اليوم في غزة وفلسطين والجولان ومن قبل في تشرين التحرير وجنوب لبنان أدراج الرياح.
فبعد كل هذه الأيام التي تقارب على أشهر ثلاثة من العدوان الإسرائيلي على غزة، لم يستطع أن يتقدم العدو مترا واحدا في ميدان المعركة .
وفي كل توغل بري للعدو يمنى بهزيمة تلو الهزيمة ويجر قتلاه وجرحاه الذين يئنون خوفا ورهبة وتدمر دباباته وآلياته الغازية، ولم تشفع له آلته العسكرية المحدثة غريبا وطائراته وكل أدوات القتل والتدمير التي استعان بها من قوى الشر والعدوان والإجرام في العالم.
هاهم الإسرائيليون يجرون أذيال الخيبة ويصابون بالهلع والخوف منهم من يفر من أرض المعركة ومنهم من يفر من الكيان هاربين قلقين مفزوعين من قرب نهايتهم ونهاية كيانهم الغاصب.
لقد أيقظ طوفان المقاومين في غزة وفلسطين والجولان وجنوب لبنان وفي كل مكان غاصت فيه أيدي الاحتلال فزع العدو بعد أن كان يعتقد أن احتلاله سيستمر وأن الحشود الكبيرة التي حشدها ولم يحشدها من قبل أي عدوان، والجسور الجوية من المساعدات الأمريكية والغربية وفتح مخازن الأسلحة الأميركية أمام قواته على مصراعيها دون حساب، قادرة على أن تمحو غزة من الوجود، واعتقدوا أنهم قادرون على أن يغرقوا غزة وفلسطين، فاشتعلت الأرض من تحتهم وأحرقتهم واستطاعت المقاومة من وراء كل شجرة وكل بيت مدمر ومن تحت دبابات العدو أن يخرجوا ويهزموا قوات الاحتلال وينكسوا رؤوس قادتهم ويفشلوا كذبهم ومخططهم، وتتحول أحلامهم إلى كوابيس.