لم يكن يوم السابع من تشرين الأول في العام 2023 كغيره من الأيام على الفلسطينيين، وعلى سائر الأحرار والشرفاء العرب والعالم.. إنه ليس يوماً عادياً، بل هو يوم انقلاب الموازين.. صباح أشرق بنصر من رجال مقاومين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. ألقى جميع الأحرار في العالم تحية النصر والعزة والكرامة لعمل بطولي لن تنساه أجيال وأجيال.
صباح يستدعي مواقف التضحية والفداء والثبات في الدفاع عن مكتسبات وحقوق الفلسطينيين، ليكون يوم النصر شاهداً على بداية مرحلة جديدة من قضية كل الشرفاء مرت عليها عقود من الزمن.. صباح غزة، وصباح الساحل الفلسطيني المعبأ برائحة البرتقال، وصباح الصبر الذي تفجر أخيراً وهو يمنحنا الدرس الأول في النصر، وصباح الصواريخ التي عرفت طريقها.
يوم غيّر تاريخ وبوصلة القضية الفلسطينية.. تعامل المقاومون مع عدوهم ونحن نبحث في الردهات الدولية عن سلام غاشم مع هذا العدو، يوم جعل عصابات “إسرائيل” تستغيث لبحث في وقف إطلاق النار وترتيبات الحوار والتوسط عند المقاومين، أيام سجلت الذعر وهو يرتسم على وجوه المستوطنين، وقصف صار داخلياً، من الوطن المحاصر بنيران قريبة.
انتهاء عام 2023 ليس مثل أي عام، ونحن ندخل عامنا الجديد ليس كأي عام.. فالمثلث الأحمر المقلوب ليس شكلاً هندسياً، بل مقبرة الأعداء، وإن الصلاة بالمسجد الأقصى باتت أقرب من الصلاة بأي مسجد.. والقضية الفلسطينية هي القضية الأولى للجميع، إنه عام فلسطين الحرة الأبية.
فيا دم الشهداء، أنتَ من صيَّرتَ هذه المسرات فعل سيادة ممكنة، جعلتها مهرجاناً لأقمار وفرسان ونسيج بشارات وأعلام اعتزاز تزين الأراضي الفلسطينية، النصر يا فلسطين، يا غزة الشجعان، يا ضفة البواسل، يا كل شعبنا في المهاجر ومناطق الشتات والمخيمات.. ويا كل شرفاء العالم الأحرار.
بهم، بالشعب الصامد العظيم، استردَّ عناوين أفق البهجة والصهيل.. قالوا كلمتهم للثرى، وقد تهدمت علامات وبنى الظلام، جهود متكاملة، تراكمات أجيال نضالية، ثورات وانتفاضات وهبّات مجيدة.. فكان هذا النصر في بدايته وفي حضوره في العودة، على الرغم من الوجع، والقهر.. فالحق لأهل الحق ولا قوة للباطل، والنصر آت بوعد من الحق.