رغم الظروف القاسية التي نمرّبها ، إلا أن الحراك الثقافي السوري لم يتوقف طيلة العام الماضي، ففي كلّ مكان على هذه الأرض المقدّسة كانت المعارض والأمسيات والندوات الفكرية والشعرية والقصصية، والأهم، ماتمّ إنجازه من المؤسسات الثقافية المعنية فعلى سبيل المثال لا الحصر ماقدّمته الهيئة العامة السورية للكتاب على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها صناعة الكتاب في سورية حيث استطاعت إصدار ما يقارب 160 كتاباً في مختلف صنوف الثقافة والأدب والفكر والمعرفة، وفي مجال المشروع الوطني للترجمة أصدرت ما يزيد على 40 كتاباً .
أيضاً فعاليات ثقافية تراثية سلطت الضوء على العناصر الثقافية اللامادية وكان الحدث الأبرزإدراج منظمة اليونيسكو في 5 كانون الأول عنصر نفخ الزجاج يدوياً على قائمة التراث الثقافي اللامادي .
بينما قدّمت المسارح والسينما السورية خلال عام 2023 مجموعة من العروض التي لاقت استحسان الجماهير وأثرت فيهم، كذلك اتحاد الكتّاب العرب حقق حضوراً كبيراً في الساحة الثقافية على جميع الأصعدة .
ونحن على أعتاب العام الجديد ، نرى أن ثمة تحديات كبيرة أمامنا، فما يتم إنجازه في هكذا ظروف يستحق التقدير، وهذا ليس بغريب على السوريين الذين يصنعون المعجزات في كلّ مكان وزمان مهما كانت الرياح عاتية .
السوريون يودعون عامهم بكثير من الأمل بأن القادم أجمل وأن سورية ستعود أفضل من الأول بهمة السواعد التي لا تلين، والإرادة التي لاتنكسر، واليقين بأننا أبناء الحياة منها وإليها سنعود .