الثورة- لميس عودة:
في جريمة جديدة، تعد شكلا آخر من جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال غزة، يواصل العدو سياسة اختطاف الأطفال أمام أعين آبائهم وأمهاتهم، من دون أن يُعرف مصيرهم، رغم مطالبات العديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بضرورة الكشف عن مكان احتجازهم، وتسليمهم إلى ذويهم.
وقد ذكرت وكالة وفا شهادات عائلات فلسطينية تفيد بأن قوات الاحتلال تنفذ عمليات اقتحام واسعة في المناطق التي تتوغل فيها بقطاع غزة، وتعتدي بالضرب على أفراد العائلات المحتجزة بشكل وحشي، وهم معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي والأرجل، أمام أطفالهم.
وأفاد أحد الآباء بأن جنود الاحتلال انتزعوا طفليه أحدهم بعمر 4 أعوام، والآخر بعمر 6 أشهر من حضن زوجته بعد الاعتداء عليها بالضرب وتقييدها، قبل اقتيادها إلى مكان مجهول حتى اللحظة، مشيراً إلى أنه بعد الإفراج عنه بعد عدة أسابيع لم يعلم حتى الآن مصير زوجته وطفليه، وهو المصير الذي تشاركهم فيه العديد من العائلات، التي تشتتت وفقدت العديد من أفرادها في القطاع.
كما تحدثت تقارير صحفية لإعلام العدو، عن قيام ضابط في جيش الاحتلال بخطف رضيعة من داخل منزلها في قطاع غزة، بعد استشهاد أفراد عائلتها في غارة إسرائيلية، دون تحديد تاريخ الواقعة.
وكشفت التقارير عن حادثة الاختطاف بعد الإعلان عن مقتل الضابط خلال اشتباكات في غزة، فيما بقي مصير الطفلة الرضيعة ومكان وجودها مجهولين.
وأشارت وكالة وفا إلى أن عائلات كثيرة تحدثت عن فقدانها الاتصال بأطفالها، وخاصة في المناطق التي تشهد اجتياحاً برياً لقوات الاحتلال، في ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت بشكل متكرر في أغلب مناطق القطاع، الذي ساهم في منع لم شمل العائلات التي نزحت قسراً، بحثاً عن مناطق آمنة.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قد طالب في وقت سابق من يوم أمس، الاحتلال الإسرائيلي بتسليم أطفال فلسطينيين اختطفتهم قواته من قطاع غزة إلى ذويهم فوراً، مشيراً إلى أن هذه الجريمة هي شكل آخر لجريمة الإبادة الجماعية المتواصلة بحق أهالي القطاع.
وشدد المرصد على أن خطر ارتكاب قوات الاحتلال لجريمة خطف الأطفال وإخفائهم يزداد مع وجود أكثر من 7 آلاف مفقود فلسطيني وصعوبة إزالة الركام، فضلاً عن تشتت العائلات بسبب النزوح القسري.