كارثة غزة الإنسانية.. ومصداقية المجتمع الدولي الغائبة

الثورة – منهل إبراهيم:
تحظى الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة باهتمام العالم أجمع نظراً للعدد الكبير من الضحايا وضخامة الحقد الإسرائيلي على القطاع، فسياسة الأرض المحروقة واضحة العيان والمجتمع الدولي ومصداقيته على المحك، فالكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم ولا بد من موقف حاسم وعاجل يوقف الكارثة الكبيرة التي تهدد بتدمير القطاع بشكل كامل.
الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة المنكوب تختبر ما تبقى من مصداقية للمجتمع الدولي، ولمجلس الأمن وجميع المؤسسات الدولية ذات الصلة، وهذا الأمر تفرضه الظروف والوقائع الإنسانية المرافقة للحرب العدوانية الإسرائيلية على الفلسطينيين الذي غدا قطاعهم مقبرة جماعية لهم ولأطفالهم.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل التي تترافق بنزوح كبير في قطاع غزة، وتخلف كل جريمة قصف وإطلاق نار في القطاع المزيد من الشهداء والمصابين والدمار، بما في ذلك جميع المؤسسات التي تقدم الخدمات الإنسانية للفلسطينيين.
الغطرسة الصهيونية وتحدي العالم في فنون القتل والتدمير واضحة، والاحتلال بعدوانه المتواصل فرض على سكان القطاع خيارين، إما الموت بالقصف والتجويع والتعطيش والحرمان من الخدمات الصحية والأدوية، أو النزوح من منازلهم الذي بدأ من شمال قطاع غزة باتجاه وسطه ومن ثم النزوح من وسط القطاع إلى جنوبه.
وبموازاة الحرب الهمجية على غزة، تصعد قوات الاحتلال من انتهاكاتها وجرائمها في الضفة الغربية أيضاً عبر اقتحام جميع البلدات والمدن والمخيمات الفلسطينية بشكل دموي وعنيف، تستخدم خلاله الرصاص الحي والغاز السام، وكل ذلك يخلف المزيد من الشهداء والجرحى، ويولد المزيد من المقاومة في الأراضي المحتلة ضد الطغيان.
الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير البنى التحتية والخدمية في قطاع غزة خلال عدوانه المتواصل لمضاعفة الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع المنكوب، ومع هذا الصلف والحقد تتعمق الأزمة الإنسانية وتتضاعف يوماً بعد يوم في القطاع، فالبنية التحتية أصبحت غير قابلة للإصلاح بفعل القصف المركز على شبكات الطرق والكهرباء ومياه الشرب ومحطات التحلية والصرف الصحي، إضافة إلى شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت.
كل ذلك يوضح الصورة ويرسم الغاية من الحرب الهمجية الصهيونية على الفلسطينيين في غزة، وتدل على أن ما يتعرض له القطاع الجريح من حرب إبادة جماعية هو جريمة نكراء أزالت كل القيم الإنسانية والأخلاقية وشوهت صورة المجتمع الدولي وحولت القانون الدولي إلى أكذوبة يمارسها وقت وكيفما شاء دون أي اعتبار للقيم الإنسانية والأخلاقية.
الصوت الفلسطيني مدعوماً من جميع الأحرار في العالم يطالب باتخاذ موقف تاريخي ضاغط لوقف حرب الإبادة الجماعية وعمليات التطهير العرقي جراء عدوان قوات الاحتلال ضد سكان القطاع المنكوب الذي زاد عدد ضحاياه عن 88000 ما بين شهيد ومفقود ومصاب وأكثر من 2 مليون نازح.
الطفولة في قطاع غزة في أسوأ حال، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” دقت ناقوس الخطر وحذرت من التهديدات التي يواجهها الأطفال والمتمثلة باستمرار العدوان وسوء التغذية وانتشار الأمراض، فأطفال غزة عالقون في كابوس يزداد سوءاً يوماً بعد آخر حيث يواجهون تهديداً ثلاثياً قاتلاً يتمثل في زيادة تفشي الأمراض وسوء التغذية والمجاعة واستمرار أعمال القصف عليهم، ناهيك عن مقتل آلاف الأطفال في غزة جراء القصف وتدهور ظروف معيشتهم بشكل سريع مع انتشار حالات الإصابة بالأمراض والفقر الغذائي بما يزيد مخاطر وفاة مزيد من الأطفال.
حماية الأطفال والمدنيين من القصف الصهيوني والحصار وتوفير الخدمات والإمدادات الأساسية لهم أمر في غاية الضرورة والحاجة ماسة لضمان إنقاذ حياة الأطفال، فمستقبل آلاف الأطفال في غزة على المحك ولا يمكن للعالم أن يقف متفرجاً.
ويثير الوضع المتدهور مخاوف بشأن سوء التغذية الحاد والوفيات التي تتجاوز عتبات المجاعة، فالاحتلال يصر على تصعيد عدوانه ضد الفلسطينيين وتوسيع رقعتها الجغرافية لتطول كافة مناطق القطاع بهدف قتل وتهجير سكانه منتهكاً بذلك قواعد القانون الدولي والإنسان، وما يجب الحث عليه والدفع باتجاهه هو التحقيق في الانتهاكات الموثقة منذ بدء كيان العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة والعمل على إنهاء حالة الحصانة والإفلات من العقاب التي يتمتع بها الكيان الغاصب، بمن في ذلك المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة ومنفذيها وتقديمهم إلى العدالة ومحاسبتهم.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة