الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
بمناسبة مرور 55 عاماً على رحيل ساطع الحصري رائد الفكر الوحدوي العربي، تحدث الأستاذ الدكتور جورج جبور حول مسيرة العلامة الحصري الثقافية والفكرية ودوره في حركة النهوض القومي ورفد الفكر العربي وخاصة دوره في معهد الدراسات العربية في جامعة الدول العربية، وذلك خلال محاضرة ألقاها مساء أمس في المنتدى الاجتماعي بدمشق .
ونوه جبور بأن الحصري ارتبط اسمه بالعروبة والقومية، حيث يعدّ من أوائل وكبار المثقفين العرب إبداعاً وتنظيراً في مشروعها، وراهن على إيقاظ الشعور بالقومية العربية، وبث الإيمان بوحدة هذه الأمة” لتحقيق الهدف الوحدوي.
وأشار جبور إلى أن ساطع الحصري اسم ظهر في خضم التفاعلات السياسية والأيديولوجية التي كانت تعج بها الساحة العربية خلال النصف الأول من القرن الماضي، ليتخذ لنفسه مساراً فكرياً خاصاً يقوم على بعث المشاعر القومية والتنظير الأيديولوجي لفكرتها، فكانت معظم مؤلفاته مشدودة إلى الهم الوحدوي حتى عرف بفيلسوف القومية العربية.
ولفت جبور إلى أن ساطع بن محمد هلال الحصري، ولد بصنعاء، عام 1879، وتوفي ببغداد، عام 1968، وبين التاريخين، كرّس حياته في الكتابة والتأليف، وفي سنة 1919 انتقل إلى الاستقرار بسورية وبنى علاقات قوية مع نخبتها الثقافية والسياسية، حيث أفادها بفكره التربوي وتولى مسؤولية وزارة التربية والتعليم فيها، كما انتقل إلى العراق وشغل مهام تربوية وتعليمية من أهمها منصب مساعد لوزير المعارف.
وأشار جبور إلى أن الحصري كان يؤكد على أولوية البعد الوطني والقومي على حساب البعد الديني في نسج الروابط بين أبناء البلد الواحد، وأن المشروع الوحدوي العربي اقترن في تصور الحصري بمواجهة مشروع الهيمنة الإمبريالية الغربية.
وبين جبور أن فكر الحصري يعتبر الدول القطرية وليدة المؤامرات الغربية وتجسيداً لمقتضيات اتفاقية سايكس بيكو؛ فالحدود الفاصلة بين الدول العربية كما يرى الحصري “لم تتقرر وفق مصالح البلاد وسكانها، وإنما تقررت بعد المساومات والمناورات الطويلة التي جرت بين الدول المستعمرة، ضماناً لمصالحها.
وأشار إلى دور الحصري مع مجموعة من المفكرين العرب في تأسيس مركز الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية ودور في تعزيز النشاطات العربية المشتركة.
وألمح إلى أن مناسبة الحديث عن ذكرى وفاة الحصري، للتأكيد على تعزيز أواصر الوحدة العربية والتعاون المشترك في مواجهة التحديات الماثلة أمام الأمة العربية والتي تستهدف حاضرهم ومستقبلهم ومشروعهم النهضوي القومي.
وجرى خلال المحاضرة حوار فكري وثقافي حول الأفكار القومية التي دعا إليها العلامة الحصري وضرورة الاستفادة منها في واقعنا العربي.