الثورة – لقاء نور جوخدار:
أكثر من 90 يوماً والكيان الصهيوني يحصد الفشل والهوان من عدوانه الوحشي على قطاع غزة, ومع مرور كل ساعة على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق سكانه والتي يندى لها جبين الإنسانية، ترتفع ذروة العنجهية الصهيونية لتفوق في تغولها وبطشها ما حصل في نكبة 48 وفق ما أكدت “الأونروا” قائلة: “إن ما يحدث في قطاع غزة هو أخطر من نكبة عام 1948، بعد أن حولته “إسرائيل” إلى مكان لا يصلح للعيش.”
لم يكن يدرك العدو الصهيوني أن عقارب الساعة الفلسطينية عادية حتى زلزلت بتوقيت السابع من تشرين الأول كيانه أمنياً وسياسياً وحربياً، ولم تعد تجدِ “البروباغندا” التي نشرها مع حلفائه نفعاً في تبرير ممارساته الفاشية والعدوانية بل عززت من الهشاشة غير المسبوقة لبيئته السياسية، مثيرة المزيد من الانقسامات والتوترات الداخلية والتخبطات لتبعد حكومته المتطرفة بعد خذلانها وخزيها أمام عملية طوفان الأقصى من أي مكان لها تحت الشمس، ولتدلل المؤشرات والمعطيات على أن أمراً جللاً ينتظر هذا الكيان المحتل.
المحلل السياسي فارس الصرفندي من فلسطين المحتلة أوضح في لقاء خاص مع “الثورة” أن معركة طوفان الأقصى أثبتت أن القوة العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة لدى العدو الصهيوني لا يمكن أن تصمد أمام بسالة وشجاعة المقاومين في غزة وأنهم المنتصرون في النهاية، حيث رأينا كيف ينتقل المقاومون من بيت إلى بيت ومن موقع لآخر ويواجهون آلة الحرب الإسرائيلية من مسافة صفر ويوقعون قواتها في الكمائن التي نصبوها لها بين قتيل وجريح بعكس عناصر الاحتلال القابعين داخل آلياتهم ويقتلهم الخوف والرعب مما ينتظرهم على أيدي المقاومين.
وشدد الصرفندي على أن “إسرائيل” مهزومة منذ البداية وحتى النهاية وأن أي مشاريع تطرحها سواء التهجير أو غيرها ستفشلها المقاومة بصمودها المستمر مؤكداً أن ما لا يفهمه البعض أن غزة اليوم تقاوم باسم الجميع وعن الجميع.
وبيّن أن الانقسامات داخل كيان الاحتلال باتت طولية وعرضية وأصابت كل أركانه، لكن ما دامت حكومة “نتنياهو” مع المتطرفين الذين يحيطون به يمتلكون الأغلبية في “الكنيست” فستبقى موجودة والانقسامات مستمرة إلى أن تصل ذروتها إما بانقلاب حلفاء رئيس حكومة الاحتلال عليه أو أن يغادر أعضاء من “الكنيست” الائتلاف لإسقاط الحكومة بعد أن يشعر حزب “الليكود” بأنها باتت عبئاً عليه.
وشدد المحلل السياسي على أن ما يخشاه الاحتلال بالفعل هو الخسائر الكبيرة التي تلحق بصفوف قواته يومياً على أيدي المقاومين في غزة وهي من ستجبره على إيقاف عدوانه، مشيراً إلى أن خسائره المادية لا يلقي لها بالاً ولاسيما أن راعية إرهابه الأولى الولايات المتحدة تعوضه عنها وتمده بها.
ورداً على سؤال حول مصير حكام ومسؤولي الكيان بعد إخفاقهم المرير في “ليّ ذراع” المقاومة الفلسطينية بعد انتهاء العدوان.. يقول الصرفندي إن اليمين الإسرائيلي المتطرف فقد بعد طوفان الأقصى مبررات وجوده مع مزايدته الدائمة على أنه القادر الوحيد على توفير “الأمن” للإسرائيليين ليتبين أن هذا اليمين المتطرف هو من جعلهم يشعرون بالهلع والرعب الدائمين.
وبالنسبة لمستقبل القضية الفلسطينية، أكد أنه لا يمكن التعويل على أي ائتلاف في كيان الاحتلال ولاسيما أن هناك “مبادىء” متفق عليها بين الجميع وفي مقدمتها عدم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس المحتلة.
وأشار إلى أن الرأي العام داخل الكيان بدأ بالتحرك منذ اليوم الأول للطوفان ضد مسؤوليه السياسيين والحربيين وجل ما يريده هو إعادة المحتجزين من غزة فيما طالب البعض الآخر منهم بوقف العدوان لكن الآن بات الجميع ينادي بذلك، وبتقدير الصرفندي فإنه وبعد انتهاء العدوان ستكون هناك محاكمات لهؤلاء وعلى رأسهم نتنياهو وغالانت وهاليفي ورئيس الشاباك وقد نرى بعضهم وراء القضبان.
وحول العلاقات الإسرائيلية – الأميركية يعتبر الصرفندي أن الولايات المتحدة لن تستطيع أن تظل حارساً أبدياً لـ “إسرائيل”، وأنه في اليوم الذي ستقتنع فيه واشنطن بهذا الأمر فستفرض على ربيبتها حلولاً حتى لو خالفت مصالحها.