الثورة – دمشق – وعد ديب:
مواهب وإبداعات تعاطت مع واقع حمل الكثير من الخصوصية في لوحة جدارية، حملت رسالة مجتمعية إنسانية مضمونها حب وصدق مشاعر ترجمها طلاب المدرسة الوطنية السورية بكل فئاتهم العمرية.
هذه اللوحة التي حملت عنوان “لنا الحياة” كانت رسالة وقوف وتضامن من أطفال المدرسة إلى جانب أهلنا في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية، لتعطي درساً للعالم، أن الطفل السوري يستلهم من فكر وتاريخ وطنه العريق مشاعر الحب والوفاء والمواساة تجاه أطفال العالم بالعموم وأطفال غزة بشكل خاص ولأن الطفل الفلسطيني جزء من روح الطفل السوري كان التعبير بهذه المبادرة فكانت لوحة “لنا الحياة”.
لوحة مرسومة بالفرح
مدير مدرسة الوطنية السورية رنا بيتموني قالت عن هذه اللوحة في تصريح لـ “الثورة”: يوجد عند الطفل السوري الإحساس والتعاطف مع الآخرين ومثل هذا الحدث الكبير وهو عملية “طوفان الأقصى” دفعنا بالاشتراك والتعاون مع الطلاب أن نفكر بمبادرة الغاية منها إيصال رسالة من أطفال المدرسة إلى أطفال غزة بأن المستقبل أفضل، ولنا الحياة مهما كانت الظروف ومهما كان الوجع فالحياة مستمرة وسنعيشها بالفرح.الأمل بالعودة والبناء
ورأى الأطفال الذين التقيناهم أن الوضع في غزة صعب جداً، والحل من خلال تعبيرهم بالرسم، هو الأمل بالعودة والبناء.. فقد شارك برسم اللوحة ١٢٠٠ طفل وكان عملهم على شكل دفعات رسموا بكل حب وشغف ووضعوا بصماتهم ولو من خلال رسم خط أو لون.. لم تؤثر بهم تقلبات الطقس لأن مشاعرهم باتجاه أطفال غزة صادقة فجاءت لوحتهم مرسومة بألوان فرح بعيدة كل البعد عن رسم مشاهد الدمار والخراب التي تحدث في غزة وإنما رسم لبيوت فلسطين الأصلية التي عمرت بالطين واللبن
الأولى بالشرق الأوسط
الفنان التشيكلي غسان عكل والمدرس بالمدرسة الوطنية السورية قال: الفن رسالة نقاوم به وصداه أقوى من السلاح، من هذا المنطلق بادر أطفال المدرسة ليوصلوا رسالة مفادها تضامنهم مع أطفال غزة من خلال رسم لوحة تخص فلسطين والحدث الذي يحدث في غزة، لافتاً إلى أن اللوحة رسمت على مادة قماش خام وبألوان اكرليك، واستغرق العمل بها أسبوعا وتعد هذه اللوحة الأولى من نوعها بالشرق الأوسط مقدمة من أطفال سورية لأطفال وشعب فلسطين، وقد لاقت صدى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بعدها بادر أطفال بدول عربية أخرى كالأردن والعراق بمبادرات مجتمعية دعما”لفلسطين.
“الثورة” استطلعت بعض آراء طلاب المدرسة الوطنية السورية والهدف من مشاركتهم برسم لوحة “لنا الحياة”.
الطفل قيصر/٨/ سنوات تحدث عن الهدف من مشاركته برسم لوحة “لنا الحياة” فقال: رسمت ضمن اللوحة قلب أحمر أعبر فيه عن حبي لأطفال غزة وأننا معهم قلباً وقالباً.
الطفلة تيا/٦/سنوات، قالت: فلسطين هي بلدنا الأحلى ولوحتنا تعبر عن مشاعرنا المخلصة تجاهها.
أما مازن /١٤/عاماً فقال: أردنا أن نوصل إحساسنا ومشاعرنا من خلال هذه اللوحة وإننا والأجيال القادمة سنبقى داعمين للقضية الفلسطينية، وتابع “عندما كتبنا عنوان اللوحة لنا الحياة كان مقصدنا أن نتمنى لفلسطين مستقبلاً أفضل، وأن النقوش العربية التي وضعت على جدران الأبنية باللوحة تخص بلاد الشام، وأن فلسطين ستعود أفضل من السابق بفضل صمود شعبها المقاوم.