الثورة – مها دياب:
في قاعة الملك الراحل الحسين بالعاصمة عمان الأردن، ارتفع العلم السوري عالياً الأسبوع الماضي، ليعلن للعالم عن تتويج جديد لموهبة سورية استثنائية، الطفل يوسف محمد سليمان (12 عاماً) من محافظة اللاذقية، حصل على المركز الأول في العزف على البيانو ضمن فعاليات النسخة الأولى من مسابقة “تحدي مربع الإبداع العربي”، ليُمنح لقب “فارس التحدي”، في إنجاز جديد يضاف إلى رصيد الوطن من المواهب الواعدة.
بين الإبداع والتميز
يتميز يوسف بموهبة نادرة تجمع بين الإبداع الفني والتميز التقني، يجيد العزف على البيانو تحت إشراف المايسترو خالد صفية، بينما يحقق في الوقت ذاته إنجازات لافتة في مجال البرمجة، منها حصوله على الميدالية البرونزية والفضية في الماراثون البرمجي لعامين متتاليين.
كما نال عام 2024 لقب “سفير السلام والطفولة” تقديراً لشخصيته المتميزة، وإبداعاته المتعددة.
رحلة التحدي والنجاح
بدأت رحلة يوسف مع المسابقة عندما اختاره المعلم عمار عرقسوسي، المشرف المحلي للمسابقة في سورية بين مجموعة من الأطفال الموهوبين بعد تقييم دقيق.
وفي تصريح لـ”الثورة”.. يقول عرقسوسي: إن يوسف نموذج للطفل المثابر، جمع ما بين التميز في العزف والبرمجة ببراعة نادرة.
كما أن تدريبه اليومي على البيانو كان مستمراً ولم يتوقف حتى في أصعب الظروف.
أما يوسف.. فتحدث عن تجربته بفخر وثقة بأنه كان يعزف يومياً لمدة 3 ساعات، وكثير من الأحيان وسط انقطاع الكهرباء،و لطالما كان حلمه بأن يصبح عازفاً عالمياً، ويطور في الوقت نفسه تطبيقات موسيقية تفيد المجتمع، ويستمر في رفع اسم سورية في المحافل الفنية العالمية.
منصة عربية للتميز
تمثل مسابقة “تحدي مربع الإبداع العربي” التي تأسست هذا العام نموذجاً للتعاون العربي في اكتشاف ورعاية المواهب.. وقد خضع المشرفون فيها، ومنهم المعلم عرقسوسي لتدريب مكثف لمدة أربعة أشهر يشمل:استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في رعاية الموهوبين، وآليات تقييم الإبداع بمختلف أشكاله، بناء استراتيجيات لاكتشاف المواهب في البيئات الصعبة.
إرادة تقهر المستحيل
يأتي هذا الإنجاز ليثبت أن الإبداع السوري قادر على اختراق كل الحواجز والعقبات.
فبينما تكتب سوريا فصولاً جديدة من التحرير والبناء، يسطر أبناؤها بأصابع الموهبة ملحمة إبداعية تثبت أن لا شيء يقف أمام الإرادة
لنا كلام
تعتبر قصة يوسف ليست مجرد فوز في مسابقة، بل هي رسالة أمل لكل طفل عربي بأن الأحلام لا تعرف مستحيلاً، وهي أيضاً تذكير للعالم أن سوريا، رغم كل التحديات، تنجب مبدعين يرفعون رايتها في كل المحافل، فتحية لأنامل عزفت انتصاراً، وعقل صمم مستقبلاً، ولطالما إرادة سوريا تثبت يومياً أنها أقوى من كل المؤامرات.
كما نتمنى في القريب العاجل لعازف البيانو السوري الصغير أن يخطو على منصات التتويج العالمية رافعاً علم بلده عالياً.