الثورة – سمر حمامة:
“إذا لم أحتسِ فنجان قهوتي صباحاً، أشعر أن عقلي لا يستيقظ والوقت يتباطأ”، بهذه الكلمات بدأ يوسف، مصور صحفي، يومه المعتاد، موضحاً كيف أصبح فنجان القهوة بالنسبة له طاقة، طقساً، ورفيقاً لا غنى عنه.
وما يجهله كثيرون هو أن وراء رائحة البن الغنية وطعمه المميز عالم علمي مليء بالمفاجآت والفوائد الطبية المخفية، بعضها قد يدهشك ويغير نظرتك لهذا المشروب الشائع.
مشروب اليوم صديق الصحة
اختصاصي التغذية الدكتور سامي العلي، يؤكد أن الكافيين في القهوة ليس مجرد منبه للجسم، بل محفز للجهاز العصبي المركزي.
يعزز التركيز، يقوي الذاكرة قصيرة المدى، ويحسن المزاج.
عشر دقائق من فنجان قهوة يومياً يمكن أن يكون لها تأثير واضح على ضغط الدم والدورة الدموية، لكن العلم كشف أن القهوة ليست مجرد منشط، فهي تحتوي على مضادات أكسدة قوية تحارب الالتهابات، تحمي القلب، وتدعم صحة الكبد، بل وأظهرت بعض الدراسات تأثيرها الوقائي ضد بعض الأمراض العصبية المزمنة، مثل: الزهايمر وباركنسون.
حقائق غريبة عن القهوة
أكثر من مجرد كافيين، القهوة تحتوي على أكثر من 1000 مركب كيميائي، بعضها يعزز الطاقة، وبعضها يضيف نكهة فريدة! فهي تساعد على التركيز في الصباح الباكر، وقد اكتشف الباحثون أن القهوة تعمل على تنشيط الفص الجبهي في الدماغ المسؤول عن الانتباه واتخاذ القرار.
أما الروائح فلها تأثير نفسي، فشم رائحة البن وحده يحفز النشاط العصبي حتى قبل شربه، ما يجعل تجربة القهوة أكثر من مجرد مذاق.
طقس صباحي وعلاج نفسي
الموظفة ليلى قالت: أشرب فنجان قهوة صباحاً قبل العمل، وأحياناً أشارك زملائي الضحك والنكت أثناء الاستراحة، القهوة ليست فقط مشروباً، بل وسيلة للاسترخاء النفسي وتواصل اجتماعي ممتع.
أما محمد، طالب جامعي، فيقول: إن مشروب القهوة الصباحي يمنحني شعوراً أن عقلي يعمل بسرعة أكبر، أحياناً أشعر وكأن كل مشكلة تصبح أصغر بعد فنجان واحد.
هذه القصص توضح أن القهوة تجمع بين التأثير النفسي والاجتماعي والعصبي، ما يجعلها تجربة شاملة أكثر من كونها مجرد مشروب ساخن.
فنجانك يحمل قوى خارقة
كما أكد الدكتور سامي العلي أن القهوة تحتوي على مركبات تحمي خلايا الدماغ من التلف، وتحسن التركيز على المدى الطويل، فالكافيين يزيد من إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والإندورفين، ما يساعد على تحسين المزاج وتقليل الاكتئاب البسيط.
وللرياضيين نصيب من فوائدها
قبل التمارين، يحفز الكافيين إنتاج الأحماض الدهنية في الدم، التي يستخدمها الجسم كمصدر للطاقة، ما يجعل الأداء أفضل ويزيد التحمل البدني.
باختصار، القهوة مزيج من الطاقة، التركيز، والسعادة في فنجان واحد.
طقوس القهوة الطريفة
لا يمكن تجاهل الطرافة في تجربة القهوة، فهناك من يحرك الملعقة بدقة ثلاث مرات قبل الشرب، البعض يشم رائحة البن ثلاث مرات كاملة قبل أول رشفة.
آخرون يختارون فنجاناً محدداً يومياً ليصبح جزءاً من الروتين.
هذه الطقوس، رغم بساطتها، تلعب دوراً مهما في الراحة النفسية وتقليل التوتر، فالقهوة ليست مجرد مادة كيميائية، بل تجربة حسية كاملة تجمع بين الذوق والروائح واللحظات الاجتماعية.
أكثر من مجرد مشروب
بينما يركض العالم وراء المكملات والأدوية المعقدة، نجد أن فنجان القهوة البسيط يحمل فوائد مذهلة، منشط للجسم، محفز للعقل، مهدئ للنفس، وجسر للتواصل الاجتماعي.
في النهاية، قد يكون سر الصباح المثالي فنجاناً صغيراً من القهوة، رائحته توقظ الحواس، وطعمه يمد الطاقة، وفوائده تحمي الجسم والعقل.
القهوة ليست مجرد مشروب، بل رفيق يومي ودواء طبيعي متاح للجميع.