الثورة – علا محمد:
في عصر التكنولوجيا الرقمية، أصبحت الأجهزة الذكية جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال، ومع توفر الإنترنت والمحتويات المتنوعة، باتت مهمة الأهل في مراقبة استخدام أطفالهم لتلك الأجهزة أمراً بالغ الأهمية.هنا يأتي دور برنامج “google family” الذي يقدم مجموعة من الأدوات والخصائص لمساعدة الأهل في ضمان بيئة آمنة وصحية لأطفالهم على الإنترنت.فكيف يعمل هذا البرنامج ؟ وما هي الميزات التي يوفرها؟ معلومات تستعرضها الثورة عبر الإعلامي المتخصص بالمحتوى الرقمي الأستاذ حسين الإبراهيم الذي أوضح أن “google family” ميزة تقدمها google تتيح للوالدين ربط حسابات أفراد العائلة معاً (حتى ٦ أشخاص) لتتمكن من مشاركة التطبيقات، الكتب، الأفلام، والاشتركات.فميزة عائلة “google family group” مصممة لتسهيل حياة الناس وتنظيم
الأمور الرقمية لعوائلهم بطريقة مريحة وآمنة عبر أدوات موجهة لمراقبة نشاط الأطفال على الانترنت وضمان أمانهم.فوائد وخدمات أخرى يقول الإبراهيم: إنها وجدت لإدارة حسابات الأطفال بسهولة وأمان، فباستخدام خدمة “Family Link” يمكنك تتبع نشاط أطفالك، والتحكم في وقت استخدامهم للأجهزة، وحتى تحديد التطبيقات التي يمكنهم الوصول إليها، ومن خلال خدمات مثل “Google One” (التخزين السحابي) أو “YouTube Premium” (بلا إعلانات) التي يمكن مشاركتها بين أفراد الأسرة، تجد العائلة نفسها في مكان آمن، بعيداً عن الأذى الذي يمكن أن يلحق بالأطفال نتيجة الحسابات التقليدية.وهناك خدمات أخرى يمكن تحقيقها من خلال هذا النموذج مثل إنشاء تقويم عائلي على “Google Calendar ” لتنسيق الأنشطة العائلية مثل المواعيد أو الاحتفالات.طريقة التشغيلشرحها لنا الإعلامي الإبراهيم بأنها تبدأ بإنشاء مجموعة عائلية عن طريق فتح متصفح الإنترنت والانتقال إلى families.google.com، ومن ثم إضافة أفراد العائلة بإرسال دعوات عبر البريد الإلكتروني وبمجرد موافقة الأعضاء، يتم ربط حساباتهم مع المجموعة، أما بالنسبة لتفعيل مراقبة الأطفال فتتم بتحميل أحد الوالدين تطبيق “Google Family Link” على جواله، ثم إنشاء حساب Google للطفل (إذا كان عمره أقل من 13 عاماً)، بعد ذلك يتم ربط حساب الطفل بالحساب الرئيسي ليتمكن من مراقبة نشاط الطفل، مثل التطبيقات المستخدمة أو المواقع التي يزورها.وعن وجهة نظر الاختصاصية الاجتماعية أسمهان زهيرة حول ما إذا كان استخدام هذا البرنامج من قبل الأهل يعزز التواصل مع الأطفال، أم يهدم الثقة أجابتنا بأنه على اعتبار أن الهواتف الذكية أصبحت أوسع انتشاراً من أجهزة الكمبيوتر وأكثر استخداماً في تصفح الانترنت، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبح الأطفال أكثر تعاملاً مع الانترنت في سن مبكرة والانخراط في استخدامه يؤدي إلى ضعف شخصية الطفل وزيادة عدوانيته وغيابه.آراء متباينةفيما يتعلق بموضوع الرقابة على الأنشطة التي يتابعها الأطفال، أشارت زهيرة إلى أن هناك آراء متباينة حول ذلك، فمنهم من يعتبر أن مراقبة نشاط أطفالهم ضرورة وحاجة ماسة، والبعض الآخر يعتبره انتهاكاً للخصوصية، وهذا يتطلب الأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل ومستوى نضجه، فقد يحتاج الطفل الأصغر سناً إلى إشراف أكثر من الطفل الأكبر سناً، والأهم من ذلك، لابد من معرفة السبب والدافع الرئيسي للمراقبة، فهناك مخاطر محتملة مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، ويريد الأهل حماية أطفالهم منها، وقد يشعر الآباء أنهم يفتقرون إلى المعرفة أو القدرة على التحكم في أنشطة أطفالهم على هذه الوسائل، فمن الممكن أن تكون مصدراً للتنمر والتحرش والمضايقة عبر الانترنت، وقد تكون مصدراً لمحتوى غير لائق من خلال الصور ومقاطع الفيديوهات التي تضر بنمو وصحة الأطفال العقلية، إضافة إلى أنه قد تكون مصدراً لضغط الأقران من خلال انخراط في سلوكيات مليئة بالمخاطر كإرسال رسائل جنسية أو صور عارية للتأقلم مع أقرانهم أو مضيعة للوقت من حيث قضاء الأطفال الكثير من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي وإهمالهم لواجباتهم.التواصل المفتوح تقول الاختصاصية إن الأطفال بشكل عام يعتبرون أن هواتفهم هي ملكية مقدسة لا ينبغي لأي شخص أن ينظر إليها، فإذا أظهر الوالدان عدم ثقتهما به قد يتسبب ذلك في مشكلة ثقة حقيقية بأنه ليس شخصاً موثوقاً به، وقد يؤدي الإشراف الأبوي غير الضروري إلى قيام الأطفال بإنشاء حسابات مزيفة على ألعاب وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يستطيع الآباء الوصول إليها.لذلك يجب المحافظة على التواصل المفتوح مع الأطفال من حيث الحديث عن هذه المواقع التي يستخدمونها ومعرفة مع من يتحدثون ونوع المعلومات التي يشاركونها ويجب التحكم في نشاط هؤلاء الاطفال ضد السلوكيات الجنسية والرسائل الجنسية، فالثقة والخصوصية هما العاملان المهمان اللذان يبرران عدم مراقبة نشاط الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي؟الإيجابيات والسلبيات
تتابع زهيرة: بالطبع لبرنامج google family أهمية كبيرة ويساعد الأطفال على البقاء على اتصال مع عائلاتهم ومع أصدقائهم كما يعلمهم أشياء جديدة ويمكنهم من التعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي، ولكن على الرغم من هذه الإيجابيات إلا أن هناك بعض السلبيات ومنها التسلط عبر الانترنت والمحتالين وإمكانية مشاركة الكثير من المعلومات الشخصية عن طريق الخطأ لذلك لابد من الموازنة بين الايجابيات والسلبيات قبل السماح للأطفال بإنشاء حساب وهنا لابد من مراقبة هذا النشاط عن قرب والتحدث مع الأطفال حول الأمان عبر الانترنت بشكل منتظم.وختمت الاختصاصية زهيرة بأنها ترى أنه من الضروري وبشكل قطعي مراقبة نشاط الأطفال وتحديد الوقت الذي يقضونه على الانترنت، والتطرق والحديث معهم حول المخاطر المحتملة لهذا الاستخدام، ومساعدتهم على تطوير استراتيجيات التعامل معها، وهذا يتطلب الحديث والحوار ما بين الأهل والأطفال في أي عمر من الأعمار، ما يعزز الثقة بينهما، وبالتالي يجعل الطفل رقيباً على نفسه وحسيباً لها، فيقوم بإبلاغ أهله عن أي مشكلة تصادفه أو ليس بالضرورة مشكلة.. وإنما لأي موقف لأي معلومة.