العلاقات الاجتماعية عند السوريين.. موسم للتسامح ورسم ابتسامة على وجوه المحتاجين

الثورة – رزان أحمد:

كل عام وأهل سوريا بألف خير، غداً أول أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا بالخير والبركة ووطننا يسجل محطات جديدة بالاستقرار وعودة الإنتاج، ففي العيد تتجلى المعاني الاجتماعية وتتعزز اللحمة الأسرية بلقاء أفرادها، وتكون الزيارات تجسيداً لمفردات العيد التي تتبلور محبة ولقاءات وغيرها من المعاني الإنسانية.

وهنا السؤال: كيف غدت العلاقات الاجتماعية عند السوريين بعد سنوات من الحرب الطاحنة..؟ هل كانت أيام العيد حافلة بمعانيه الروحية والاجتماعية؟ أم كانت موانع الأمن والأحداث والتنقلات تحول من دون حالات التواصل الاسري في أعياد ومحطات سابقة مضت؟

اليوم وبعد التحرير وإزالة كل ما كان يعرقل تواصل الأحبة، فالأجواء تنعم بالخير والاستقرار من جهة التواصل والتنقل وكل ما يعزز المحبة وينمي علاقات البشر التي تتجدد خلال أيام العيد سيكون لها طعم خاص.

تجسد قيم التآخي

العيد كما هو معروف ليس فقط عبادة بدنية ومالية تنتقل بالمسلم إلى ربه بعبادات، بل العيد وأيامه مناسبة اجتماعية عظيمة تجسد فيه قيم من التآخي والتكافل بين كل المواطنين والأهالي.. تتقاسم الأسر والأحباب والأفراد فيما بعضهم، يتواصلون بمودة مع الفقراء والمحتاجين مع جيرانهم وابناء حيهم ومجتمعهم، في العيد السلام وافشاء كل المبهجات والعطاءات وإعطاء ما يتيسر للفقراء ليعم الخير وتتقوى اللحمة الاجتماعية، وترتسم الابتسامة على وجوه المحتاجين.

وهنا يؤكد المربي منصور السلامات أن في العيد شعائر عظيمة كصلاة العيد وتكبيراته، وأن اليوم الوقوف بعرفة الذي يعد ذروة مناسك الحج، في مشهد إيماني مهيب يعكس وحدة الأمة الإسلامية على اختلاف أجناسها ولغاتها.

ونحن في سوريا كانت أيام العيد تمر علينا صعبة وثقيلة، جراء إجراءات وحصار النظام البائد، كانت اللقاءات غائبة، فلا لقاء ولا بهجة ولا طقوس كما يجب، ولا أجواء مفرحة للأطفال، في العيد تسود العلاقات الاجتماعية التي تبعث بالروح الفرح والطمأنينة، يلتقي الجميع وتتصافح الأيدي وتصفو القلوب، وتعلو الابتسامات.

فالسوريون مجبولون على المحبة والعطاء ومد أيديهم للخير ومساعدة بعضهم البعض، في مشهد عظيم من تعزيز ومد جسور المودة والتراحم.. فالعيد رسالة يعبر الناس من خلاله عن محبتهم لبعضهم ولبلدهم، كلمتهم الخير والتسامي عن كل الصغائر والمنغصات، من باب أن أيام العيد حسب ” كلام السلامات” موسم للتسامح وصلة الأرحام، وزيارة الأحباب، ومداواة جراح القلوب..

نسأل الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات وأن يجعل أيامه نفحات رحمة، ومواسم للخير والبذل والإحسان.

فرحة الصغير

السيدة ابتسام الصفدي، ترى أن العيد فرصة لتمتين العلاقات الأسرية، ويخفف حدة التوتر والخلافات بين أفرادها، محطة للخير وصفاء القلوب ومبادرة لزرع المحبة ومد يد الصفح، العيد فرحة الصغير قبل الكبير، وإن مشاركة الآباء لأبنائهم الفرحة في العيد، عامل مهم في تمتين العلاقة الأسرية وتخفيض التوتر والقلق في نفوس الأبناء، وزيادة الثقة والقدرة على التعبير عن الذات ومواجهة التحديات بشجاعة.. يوم الأطفال يفيض عليهم وبهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويوم الأرحام يجمعها على البر والصلة، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب ودواعي القرب، ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها، فتجتمع بعد فراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض.

روح الأسرة

الشيخ أحمد السلامة يقول: السوريون شعب محب ومعطاء، في العيد تكبر وتسود العلاقات الاجتماعية والأسرية الرائعة ما ينم عن صفاء الأرواح في مشهد يعزز تجديد للروابط الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب والوفاء والإخاء، ولاسيما حين يتذكر الأغنياء إخوانهم الفقراء، حتى تشمل الفرحة كل بيوت المجتمع، وتعم النعماء كل أسرة، وكأنما العيد روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها.

صحيح مرت العلاقات خلال أيام العيد بمتغيرات لأسباب عدة، الأزمة من جهة، ودخول مفرزات وسائل التواصل الاجتماعي التي قللت واختصرت العلاقات المباشرة، بالاستعاضة عنها بإرسال الرسائل وبعض العبارات الكلامية، ساهمت بجو من العزلة والتقوقع وانحسار لبعض العلاقات المباشرة كالتي ورثناها، فاليوم نجد هناك تغيرات فرضتها التقنية ومفرزات العولمة، إذ ارتفعت جدران نفسية سميكة بين أفراد الأسرة الواحدة، فكل مشغول بنفسه يسعى وراء مصالحه وأهدافه، لدرجة أصبح معها الحديث الشخصي الحميم في العديد من الأسر المعاصرة ترفاً لا يستطيعونه..

إلا أنها لم تصل إلى نسيان كامل لأهمية اللقاءات المباشرة مع الاهل والارحام وتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية، ففي الارياف مثلاً نجد أن زيارات وعلاقات التواصل الاجتماعية أقوى مما هي عليه في المدن، لا تزال موجودة، حيث الزيارات بين الأسر والمعارف والاصدقاء، إذ يقومون بتبادل الزيارات وإقامة الجلسات لإدخال الفرح والسرور على قلوب الصغار والكبار.

السلام للجميع

وأضاف: إن كثير من يظنون أن العيد فقط للأطفال من لبس جديد وإسعادهم بالملاهي والألعاب والعيديات، ولكن العيد أيضاً فرصة للكبار كي يشعروا بالسعادة والفرح.. في سوريا علاقات إخوة كبيرة، فلا تميز بين مواطن وآخر، ففي العيد يعم الخير على الجميع والسلام للجميع، ما يميز العيد وروحانياته، تقاسم فرحته بين المواطنين مسلمين ومسيحيين وغيرهم، تزداد البهجة في مشاركتهم وتقاسمهم الفرحة، من خلال تبادلهم الزيارات والتهاني وتذوق حلويات واكل طعام العيد واصطحاب اطفالهم للحدائق والمتنزهات مما يزيد من اواصر المحبة والسعادة والعلاقات الاجتماعية فيما بينهم.

أيام العيد لم تكن عادية كباقي أيام الحياة، أيام يتم فيها كسر الروتين وتجديد الطاقة الايجابية وتنمية الإبداع وروح الأخوة بين الأبناء، وتنمية وصقل الشخصية بإيجاد أنفسهم باللعب وتبادل الزيارات بين الجيران والأقارب.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأسرة هي أهم المؤسسات المجتمعية، ويقع على الأهل تربية أبنائهم في ظل الانشغالات اليومية وازدياد متطلبات الحياة، ويعتبر العيد فرصة لمشاركة الأهل لأبنائهم مختلف الاهتمامات وتعزيز الحوار والتعاون وتقارب وجهات النظر فيما بينهم.

وأوضح السلامة أن فرحة العيد تزيد الروابط الأسرية ومشاركة الاخرين، إذ يصطحب الآباء أبناءهم سواء في زيارات الاقارب او الحدائق، ويعد بحد ذلك متنفساً للأبناء في إطلاق مواهبهم، كما ويؤثر إيجاباً في إيجاد نوع من المشاركة في تمتين العلاقات بين الأفراد وتقليص حدة التوتر والخلافات وزيادة التقارب والتفاهم فيما بينهم، مثل تلك الأجواء تسهم في التعبير عن الآراء بحرية وتقبل الاخر ما يسهم إيجاباً في تفاعل الأفراد في المجتمع ومشاركتهم في عملية التطوير والتنمية الشاملة.

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!