الثورة – مها دياب:
يأتي عيد الأضحى محملاً بالخير والعطاء، وتعم أجواء الفرح وتتزين المدن بالبهجة، ليكون عيداً لا تكتمل صورته إلا بابتسامة الأطفال ومشاركتهم السعادة.. فهم ينتظرونه بشوقٍ كبير، ويتطلعون إلى الهدايا، والحلويات، واللحظات التي تجعلهم يشعرون بأن العيد أكثر من مجرد احتفال، بل هو مناسبة تفيض بالحب والدفء الاجتماعي.
من هنا تأتي أهمية المبادرات التي تضفي السعادة على قلوبهم، وتجعل من هذه الأيام ذكرى جميلة لا تنسى..
هدف نبيل
وفي حالة من العطاء والإنسانية، بادرت عشر فتيات من متطوعي مؤسسة “مسك” الأهلية، بتنظيم نشاط اجتماعي في حي الميدان الدمشقي، يحمل بين طياته الفرح والأمل للأطفال، واجتمعت القلوب النقية على هدف نبيل، وقدمت ثلاث منهن دعماً مالياً لضمان توفير المستلزمات الأساسية، بينما تولت الأخريات مهمة تحضير الأطعمة بعناية ومحبة، ليكون لكل تفصيل فيها بصمة من العطف والاهتمام.
ولفتت إحدى المتطوعات في المؤسسة إلى أنه بحس إبداعي يفيض بالدفء، تم إعداد أكواب زاهية تحتوي على تشكيلة من الحلويات المختارة بعناية لإدخال البهجة إلى قلوب الصغار، من الشوكولاته التي تبعث السعادة في نفوسهم، إلى حلوى الجيلي والسكاكر الملونة التي تخطف أنظارهم وتملأ لحظاتهم بالفرح الخالص.
لمسات إنسانية
ولم تغب اللمسات الإنسانية عن هذا العمل النبيل، مؤكدة أنه تم الحرص على تغليف الحلويات بأسلوب أنيق ومشرق، يعبر عن روح الحب والتكاتف التي سادت هذه المبادرة. فكل قطعة من الحلوى حملت معها رسالة محبة، وكل حركة كانت انعكاساً لقلوب تنبض بالخير والإيثار، وهكذا امتد أثر هذا الجهد إلى أبعد من مجرد توزيع الهدايا، ليكون إشراقة أمل يضيء يوم الأطفال، ويترك في نفوسهم ذكريات تفيض بالفرح والحنان.
احتفال جماعي
ومع أصوات الأناشيد المبهجة في حي الميدان، بدأت عملية توزيع الحلويات على الأطفال في الشوارع وبين الأزقة، ليصبح المشهد أشبه باحتفال جماعي، تتعالى الضحكات وتزداد الألفة بين الصغار، كان الأطفال يتنادون فيما بينهم، يهرعون إلى نقطة التوزيع بحماس وسعادة لا توصف، لتتحول الأجواء إلى كرنفال صغير يعكس جمال المشاركة المجتمعية.
إن مثل هذه الأعمال التطوعية ليست مجرد مبادرات لحظية، بل هي قيم متأصلة تعزز مفهوم التكافل الاجتماعي وتنشر الفرح في أرجاء المجتمع. فإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال يخلق ذكريات سعيدة تستمر معهم إلى الأبد، ويزرع في نفوسهم الشعور بالمحبة والانتماء، ويؤكد لهم أن العيد ليس مجرد احتفال فردي، بل مناسبة تجتمع فيها القلوب في حب وعطاء.