بحث ميداني في “السورية لنقل النفط ” حول “القيادة التحويلية” وتحسين أداء العاملين

الثورة – طرطوس – لجينة سلامة:
يشير المستشار في الشركة السورية لنقل النفط الباحث أمين عماد الدين عيسى- مدير تنمية إدارية سابق، الذي أعدّ بحثاً بعنوان “دور القيادة التحويلية في تحسين أداء العاملين بالشركات العامة”، وذلك من خلال دراسة ميدانية على العاملين في الشركة السورية لنقل النفط “، إلى أن القيادة كانت ولاتزال الموضوع الأهم في دراسة الإدارة وسلوكيات الشركات والعاملين، إضافة لدورها في دراسة السيكولوجيات الصناعية والمؤسساتية.
وقد أصبحت الدراسة في الآونة الأخيرة مادة دراسية على قدر كبير من الأهمية في الكليات المتخصصة بتدريس التجارة وإدارة الأعمال والإدارة العامة، وبموازاة ذلك تعيش شركات القطاع العام بداية تحول جذري في ظل انطلاق مشروع الإصلاح الإداري.
وينوّه الباحث بالحاجة لنمط القيادة التحويلية كعلاقة تفاعلية بين القائد ومرؤوسيه تسمح لهم بالارتقاء بمستواهم وتنمية قدراتهم في سبيل تحسين الأداء، الأمر الذي يترك أثراً إيجابياً على تطور الشركة وتقدّمها .فالقيادة التحويلية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحسين أداء العاملين في الشركات لأنها العملية التي تغيّر الأفراد وتحوّلهم وتركّز على القيم والأخلاق والمعايير والأهداف طويلة الأجل، وتتميز باتباع أساليب تشجّع على تمكين العاملين كتفويض المسؤوليات والصلاحيات وتعزيز قدرتهم على التفكير بمفردهم وتشجعهم لطرح أفكار إبداعية.
وعمد الباحث عيسى لصياغة مشكلة الدراسة الميدانية التي تناولها عبر سؤالين:
هل توجد ممارسة لنمط القيادة التحويلية في الشركة السورية لنقل النفط، وما هو دور هذا النمط في تحسين أداء العاملين في الشركة؟
سؤالان تتفرع عنهما أسئلة فرعية حول ماهية أدوار أبعاد القيادة التحويلية في تحسين الأداء والتي تشمل البعد المثالي وبعد التحفيز الإلهامي وبعد الاسثثارة الفكرية وبعد الاعتبار الفردي.
أهداف الدراسة..
ثم استعرض الباحث أهداف الدراسة في التعرف على مستوى توفر هذا النمط من القيادة لدى القيادات في الشركة السورية لنقل النفط وتحديد دورها ودور أبعادها والتوصل إلى مجموعة من النتائج والمقترحات التي يمكن أن تساعد الإدارة في تحسين الأداء.
وبناء على أهداف الدراسة ومشكلتها تمت صياغة الفرضيتين الرئيسيتين كما أوضح الأستاذ عيسى، والتي تقول: إنه لا يوجد ممارسة لنمط القيادة التحويلية لدى القادة في الشركة السورية لنقل النفط ولا يوجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين نمط القيادة التحويلية وتحسين الأداء، ومن هاتين الفرضيتين أيضاً تفرعت فرضيات أخرى تشير إلى أنه قد لا يوجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أبعاد القيادة التحويلية وتحسين الأداء.


وحول منهج الدراسة وأساليب جمع البيانات أشار الباحث إلى أنه تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي في تحديد متغيرات وأبعاد الدراسة من أجل صياغة الفرضيات عبر جمع البيانات وتحليلها وتحديد أسلوبها والعلاقات بين المتغيرات المستقلة والتابعة للوصول إلى الهدف، بالإضافة إلى جمع البيانات الثانوية بالاعتماد على الكتب والمقالات العلمية المحكمة المنشورة في مجلات علمية ورسائل ماجستير ودكتوراه، كما تم الاطلاع على جميع الوثائق الرسمية في الشركة “موضوع البحث” من أجل تغطية الجانب النظري للدراسة إلى جانب جمع البيانات الأولية من خلال تصميم استبيان وتوزيعه على عينة الدراسة باستخدام الأسلوب الإحصائي SPSS النسخة 25 من أجل تحليل البيانات التي تم جمعها من خلال الاستبانة.
ويشمل مجتمع وعينة الدراسة العاملين على اختلاف مستوياتهم الإدارية والإنتاجية في الشركة السورية لنقل النفط. وعددهم(3150)عاملا. وبحساب قانون العينة تكون العينة المدروسة (152) عاملاً من مختلف المستويات كما يقول الباحث.
وشملت حدود الدراسة، الحدود العلمية التي تعنى بدور القيادة التحويلية وأبعادها والحدود الزمانية التي امتدت من 20\3\2023 إلى 30\5\2023 وهي فترة إجراء الدراسة، أما الحدود المكانية فقد تمت في إدارة وفروع الشركة -بانياس فيما تمت الحدود البشرية على عينة عشوائية من 152 عاملاً من الشركة من مختلف المديريات والدوائر.
استشراف للمستقبل..
نوّه الأستاذ أمين عيسى بأن الأبحاث والمؤلفات أكدت على أن نمط القيادة التحويلية هو النمط الأكثر أهمية للقيادة كونها عملية تحوّل الأفراد وتغيّرهم وترفع مستوى أدائهم.
وتعتبر إحدى أبرز نظريات القيادة الحديثة التي ظهرت في العقد الثامن من القرن العشرين. وجاء مصطلح القيادة التحويلية على يد العالم بورنس مؤسس هذا النمط من القيادة، وميزه عن النمط الإجرائي في عام (1978) بكتابه (القيادة) للتمييز بين أولئك القادة الذين يبنون علاقة تحفيزية وذات هدف مع مرؤوسيهم عن أولئك القادة الذين يعتمدون بشكل واسع على تبادل المنافع للحصول على نتائج مستهدفة.

وأشار إلى أنه قد أكدَ العالم بورنس من خلال شرحه لمفهوم القيادة التحويلية على الرغبة العالمية الملحة في العصر الحالي والتي تتمثل في الحاجة الشديدة إلى قيادة تدعو نحو التغيير والتجديد، ومن ثم قام كل من باس وافوليو بتطوير فكرة القيادة التحويلية عام (1985) وتقديم نظرية منهحية لها، فالقيادة التحويلية نمط قيادي ذو رؤية واضحة واستشراف للمستقبل وذات أهداف محددة وواضحة تشجع المرؤوسين على المشاركة في بلورة رؤية واضحة وموضوعية طويلة الأمد.
تحفيز العامل..
وهنا يوضّح الباحث أهمية القيادة التحويلية في كونها تقوم على التحفيز، فالقادة التحويليون يوفرون المحفزات غير الاعتيادية لأتباعهم لرفع الروح المعنوية وتنشط القيم لديهم وتثير تفكيرهم نحو إيجاد معالجات جديدة وإبداعية لحل المشكلات التي تواجههم أثناء العمل ويشعر المرؤوسون بالثقة والولاء والإعجاب والاحترام لقائدهم الذي ينهض بشعور العاملين، وذلك من خلال الاحتكام إلى أفكار وقيم أخلاقية مثل الحرية والعدالة والمساواة والسلام والإنسانية. فسلوك القيادة التحويلية يبدأ من القيم والمعتقدات الشخصية للقائد وليس على تبادل مصالح مع المرؤوسين.
وجاءت الدراسة على أهداف القيادة التحويلية والمهارات اللازمة للقادة الإداريين أو لمن هم مشروع قادة، حتى يتمكنوا من القيام بدور القائد التحويلي، والذي يجب أن يمتلك عدداً من الخصائص- كما نوّه إليها الباحث، والتي تظهر من خلال سلوكهم وتعاملهم مع أتباعهم أو مرؤوسيهم التي تعكس شخصيتهم القوية.
نتائج الدراسة..
وخلصت نتائج الدراسة إلى وجود ممارسة جيدة للقيادة التحويلية ووجود علاقة ارتباط قوية بين القيادة التحويلية وتحسين الأداء في الشركة، وعليه توصي الدراسة بضرورة الاهتمام بهذا النمط من القيادة بوصفه أحد أساليب القيادة التي تفسر التحسين الحاصل في الأداء، وذلك من خلال عقد الندوات والحوارات وورشات العمل مع الرؤساء الإداريين، وتشجيع العاملين على تحسين الأداء من خلال منح الحوافز المادية والمعنوية، ووضع معايير موضوعية لربط المكافآت المادية بتحسين الأداء وربط الحوافز المعنوية بمشاركتهم في التخطيط ووضع الأهداف العامة وعملية صنع القرار.
والعمل على تنمية القدرات في البعد الإلهامي وتهيئة الجو المناسب لتقديم حلول مبتكرة لما قد يواجههم من إشكالات في أعمالهم بأسلوب علمي وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في عملية صنع القرار والاستماع لهم من دون تسفيف أو إنقاص من شخصياتهم مع الحرص على تطوير معارفهم باتباع الدورات التدريبية، وخاصة دورات ضمن فرق العمل وعلى رأس عملهم وطرح تساؤلات افتراضية عليهم وحثهم عل الحلول الإبداعية والتوسع بتفويض الصلاحيات لما لها من دور فعال في الاستثارة الفكرية.
الجدير ذكره أن البحث من إعداد الأستاذ أمين عماد الدين عيسى الذي عمل عليه لنيل درجة ماجستير التأهيل والتخصيص في التنمية الإدارية- الجامعة الافتراضية السورية، بإشراف الأستاذ في علم الاقتصاد نائب رئيس جامعة طرطوس الدكتور أديب محمد برهوم ومناقشة اللجنة المؤلفة من أستاذ القانون العام في جامعة دمشق- عضو المحكمة الدستورية العليا الدكتور سعيد النحيلي وأستاذ القانون العام في جامعة دمشق الدكتور حسن البحري.. وكان قد نال درجة 90 بالمئة.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة