الثورة _فؤاد مسعد:
“أجراس العودة فلتقرع” عبارة مُقتطعة من أغنية شهيرة للسيدة فيروز بعنوان “سيف فليشهر” غنتها عام 1966، كلمات سعيد عقل وألحان الأخوين رحباني، تحدثت عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، ومما جاء فيها “سيف فليشهر في الدنيا ولتصدع أبواب تصدع..الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع”.
واليوم تعود هذه الأغنية إلى الصدارة من جديد، ليس في فلسطين فقط وإنما من مختلف أنحاء العالم، عبر المسيرات والمظاهرات والوقفات التضامنية التي عمّت الكثير من المدن، حيث قام المتظاهرون في العديد منها بحمل مفاتيح كبيرة ترمز إلى “مفتاح العودة”، ففي بريطانيا تقدم مفتاح العودة مسيرة مناصرة للفلسطينيين، حمله المتظاهرون وهم يهتفون “الحرية لفلسطين” مطالبين بوقف الحرب والإبادة الجماعية التي تجري في غزة.
مفتاح العودة إلى الدار في فلسطين، رمز يعود في جذوره إلى 75 عاماً من التهجير، ومع محاولة العدو تهجير أبناء غزة، يعود إلى الواجهة، ليؤكد أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض وعائدون، ومفتاح الدار الذي احتفظ به كثيرون لبيوت غادروها قسراً، بقي مخبأ أملاً في عودتهم إلى أرضهم، ويكاد لا يخلو بيت فلسطيني من مفتاح يشير إلى حق العودة، هو رمز لا يموت بموت صاحبه، وإنما يورّث من جيل إلى آخر، هي المنازل التي غادروها جسداً وبقيت أرواحهم فيها، يقول الشاعر محمود درويش “البيوت تموت إذا غاب سكانها.. فأصمد معي لنعود”.
صوت واحد في الكثير من المدن حول العالم ينادي بالحرية لفلسطين وبوقف المجازر وحرب الإبادة التي يشنها العدو على غزة مستهدفاً الجميع من دون استثناء بمن فيهم الرضع والأطفال والمسنون والنساء، والمظاهرة التي حُمِل فيها مفتاح العودة تُعتبر غيضاً من فيض لمسيرات ومظاهرات عبّر فيها كثيرون ومن مختلف الشرائح عن وقوفهم إلى جانب الفلسطينيين، رافضين الحرب ومنددين بما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصف وقتل وتدمير، وعلى سبيل المثال طالب المتظاهرون في برشلونة بوقف إطلاق النار في غزة، وأضيئت الشموع في أيسلندا ضمن وقفات تضامنية، حمل المتظاهرون فيها لوحات رافضة لاستمرار الحرب، وأخرى كُتب عليها “أوقفوا قتل أطفال غزة الأبرياء”.
