الأمـــراض السّــــــــارية تهـــــدّد الصحــــــة العامــــــة..الدكتور اللحام لـ «الثورة»: المكافحة تحتاج إلى إجراءات وقائية
الثورة- وعد ديب:
تشكل الأمراض السّارية تهديداً للصحة العامة، وهي اضطرابات تَحدُث بسبب كائنات صغيرة، مثل البكتيريا، أو الفيروسات، أو الفطريات، أو الطفيليات.. يُمكن أن تنتقل بعض الأمراض المعدية من شخص إلى شخص آخر، وبعض الأمراض تنتقل بسبب الحشرات، أو حيوانات أخرى.
قد تختلف العلامات والأعراض حسب الكائنات الصغيرة مسبِّبة العدوى، ولكنها تتضمَّن الحمى والإعياء، قد تستجيب العدوى البسيطة للراحة، والعلاجات المنزلية، بينما أنواع العدوى المهدِّدة للحياة قد تتطلَّب الذهاب إلى المستشفى.
حول موضوع مكافحة الأمراض السارية وطرق الوقاية منها تحدث لـ “الثورة” رئيس دائرة الأمراض الوبائية والمشتركة في وزارة الصحة الدكتور هاني اللّحام: يلعب التثقيف الصحي دوراً بالغ الأهمية في مكافحة الأمراض السارية، وذلك بخلق وعي حول المشكلة الصحية وضمان تعاون الجمهور ومساهمته في جميع إجراءات المكافحة وتغيير السلوك، ودعم الصحة من خلال التغذية الجيدة والرياضة والسكن الصحي.
المستودع الإنساني
وتابع: تبدأ المكافحة أولاً لأي شخص مصاب بأي مرض من الأمراض السّارية ضمن ما يسمى بالمستودع الإنساني من خلال التشخيص الباكر، ولا يجب تأخير إجراءات المكافحة حتى تأكيد التشخيص، ومن ثم التبليغ للسلطات الصحية المحلية حسب قانون الإبلاغ المعتمد، وهو فوري للأمراض ذات الخطورة العالية على صحة المجتمع لناحية الأوبئة والفاشيات لأي ظاهرة مرضية مستجدة، أو يكون التبليغ عن هذه الأمراض أسبوعي أو شهري لبقية الأمراض المشمولة بالقانون وقد يكون فوري أو أسبوعي للأمراض المشمولة بنظام الإنذار المبكر.
ولفت إلى الإجراء الآخر ضمن المستودع الإنساني، والذي يشمل العزل بهدف منع انتقال الخمج من المستودع إلى الأسوياء المستعدين، وعليه يجب تحديد مكان العزل (مستشفى- منزل) ونوعيته حسب وبائيات المرض (تنفسي- هضمي- تماس).. وكذلك تحديد مدة العزل وذلك خلال فترة سراية المرض وحتى الشفاء الجرثومي، عندما يصعب تحديد الشفاء السريري وهو محدود الفعالية بسبب قصور الإبلاغ والتشخيص وبدء دور السراية قبل ظهور الأعراض والعلامات.
وفيما يتعلق بإجراءات الحجر بين الدكتور اللحام أنها تكون بكشف وعزل الأصحاء المخالطين للمرض ولمدة من الزمن، لتأتي مرحلة الترصد التي تختلف عن الحجر بأن حرية الفرد غير مقيدة وتشمل التقصي الفوري لكل الحالات المشتبهة وكذلك تحديد الأشخاص المحتمل عدواهم والمعرضين لخطر الإصابة ومتابعتهم بهدف الكشف المبكر والمعالجة.
وبالمعالجة نكون قد اختصرنا مدة المرض من خلال التقليل من سرايته، وتمنّع حدوث الحالات القانونية، ويجب أن تحقق الشفاء الجرثومي وليس السريري فقط.. وقد يلجأ إلى المعالجة الجماعية لمكافحة بعض الأمراض.
ومن الإجراءات أيضاً ضمن المستودع الإنساني لمكافحة الأمراض السارية، يضيف الدكتور اللّحام: بضرورة التطهير وذلك بقتل عوامل المرض في مفرغات المريض والأدوات المستخدمة الملوثة منه والمطهرات الطبيعية والفيزيائية والكيميائية، لتأتي مرحلة الاستئصال وهي إجراء من إجراءات المكافحة أيضاً ضمن المستودع، وذلك بالقضاء الكامل على المستودع الحيواني وهو مكلف أحياناً.
معايير قياسية
وعن طرق إعاقة الانتقال لمنع وصول العامل الخامج من المستودع إلى السوي المستعد، أوضح اللحام أنه يتضمن ضبط الواقي المائي والتخلص السليم من مفرغات الإنسان بواسطة الطرق الحديثة لمعالجة الفضلات الجامدة والسائلة، وأيضاً ضبط الطعام من خلال تطبيق المعايير القياسية لمراقبة نوعيته ونظافته وضبط نواقل المرض الحشرية والحيوانية، ويعتمد تحديد الإجراء على العامل الخامج.
التمنيع
أما فيما يتعلق بالسوي المستعد وذلك لوقايته من المرض، فإجراءاته بحسب رئيس دائرة الأمراض الوبائية والمشتركة من خلال التمنيع باللقاحات المقتولة الحية المضعفة والذوفانات، وتختلف اللقاحات المشمولة ببرنامج التلقيح الوطني بحسب الوضع الوبائي للأمراض السارية وتوجهات منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى إجراء التمنيع للسوي المستعد بالغلوبينات المناعية الإنسانية العادية والنوعية والحيوانية.
الوقاية الكيميائية
وبحسب اللّحام فإن إجراء الوقاية الكيميائية للأمراض السارية يبقى من خلال إعطاء عقار معين قبل وقوع المرض لتحقيق الوقاية الأولية، وتستخدم بشكلٍ عام عندما لا تتوافر وسيلة تمنيعية فعالة، أو تكون وسيلة تمنيعية محدودة الفعالية وكذلك الوقاية من عقابيل المرض، كما تستخدم الوقاية الكيميائية لحماية المسافرين من مناطق نظيفة إلى مناطق يتوطن فيها مرض معين، وهذه الوقاية لها عيوبها، ومنها فترة الحماية مرتبطة بتناول الدواء وتؤدي لتشكل المقاومة الدوائية ولها تأثيرات جانبية سمية ومكلفة.