الثورة – منهل إبراهيم:
التوقيت الذي اختاره العدو الصهيوني لحربه البربرية على قطاع غزة كان ملفتاً ومفاجئاً بلا شك، فقد شنت (إسرائيل) الحرب على القطاع بطريقة الصدمة والترويع وسياسة الأرض المحروقة.
ولا تزال (إسرائيل) مستمرة في حربها العدوانية الظالمة على قطاع غزة، ومنذ بدء الحرب العدوانية، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي جزءاً كبيراً من القطاع، من مدينة غزة في الشمال إلى خان يونس في الجنوب.
وما يبعث على الحزن والأسى الكبيرين أن عدد المدنيين الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي كان هائلاً، وعدد كبير منهم هم من النساء والأطفال، ناهيك أن آلافاً آخرين لا يزالون تحت أنقاض وركام وصواريخ الحقد الصهيونية.
لا شك أن فشل المجتمع الدولي في وقف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي توفير الحد الأدنى من المساعدات، أمر خطير جداً، وكل ذلك يمكن الاحتلال من تحويل القطاع إلى منطقة لا تصلح للحياة.
إن المجتمع الدولي يعيد إنتاج فشله في حماية المدنيين، ويستهلك ذلك بمواقف وصيغ ومطالبات لا تجد آذاناً إسرائيلية صاغية، ما يعني فشله في تطبيق القانون الدولي وحمايته، وتشريع منطق القوة العسكرية بديلاً لمنطق القانون.
والثابت بالدلائل والممارسات الهمجية أن سلطات الاحتلال لم تلتزم بأي مطالبة دولية أو أممية تخص حماية المدنيين منذ بدء إبادتها للشعب الفلسطيني وتواصل ارتكاب المجازر الجماعية في القطاع وسط غياب المجتمع الدولي وكأنه غير موجود، ولم يصدر أي قرارات أو مطالبات لوقف جميع أشكال الإبادة بحق المدنيين.
الاحتلال ماض في تنفيذ احتلاله ومشاريعه الهمجية في القطاع الجريح، والتي برز منها في الآونة الأخيرة شروعها في تنفيذ مخطط ما تسميه بـ “المناطق العازلة على حدود القطاع”، في حين أن ما ارتكبته من جرائم يعني بوضوح تحويل القطاع كاملاً إلى منطقة عازلة على سمع المجتمع الدولي وبصره.
إن الكيان الصهيوني هو الذي أعلن هذه الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني، وهو الذي اختار طابعها العام، الذي اتسم بالهمجية والوحشية واستهداف المناطق المدنية وتعمد إيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين الفلسطينيين.
والكيان الصهيوني هو الذي صنع مقدمات وذرائع هذه الحرب العدوانية، فهو الذي أغلق كافة المعابر وأحكم الحصار التمويني والمعيشي على الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني عندما فرضت عليه هذه الحرب العدوانية، ثبت في ميدان المواجهة، وهو لا يزال صامداً ويضحي بأغلى ما يملك في سبيل كرامته.
كيان العدو لا يخفي مطامعه في السيطرة على احتياط قطاع غزة الضخم من الغاز الموجود في مياهها الإقليمية، والذي قدرت شركة “بريتش غاز” الدولية حجمه بما لا يقل عن 1.4 تريليون قدم مكعب، في دراسة موثقة لميشال شوسودفسكي بعنوان” الحرب والغاز الطبيعي: الغزو الإسرائيلي وحقول الغاز قبالة شاطئ غزة” نشرتها “غلوبال ريسارتش في 2009 جاء فيها “ثبت أنّ للغزو العسكري لقطاع غزة بواسطة القوات الإسرائيلية علاقة مباشرة بالسيطرة على احتياطات الغاز الاستراتيجية الكامنة قبالة الشاطئ وتملّكها”.