بمناسبة العيد الوطني للهند.. السفير أحمد: علاقاتنا مع سورية متينة ومبنية على روابط أخوية بين الشعبين والحكومتين
الثورة – متابعة فؤاد الوادي:
أكد السفير الهندي لدى سورية الدكتور إرشاد أحمد أن الهند وسورية تتمتعان بعلاقات ودية وثيقة قائمة على الروابط الثقافية وعلاقات التواصل الوطيدة بين الشعبين وهي مبنية على روابط قوية وأخوية بين الشعبين والحكومتين.
وقال السفير الهندي خلال حفل استقبال أقامته السفارة الهندية بدمشق مساء اليوم بالشيراتون بمناسبة العيد الوطني الـ ٧٥ لجمهورية الهند إن بلاده تبنت موقفها المبدئي لحل الأزمة في سورية بطريقة سلمية عبر عملية سياسية يقودها السوريون مضيفاً بأن الهند هي من إحدى الدول القليلة التي لم تغلق سفارتها خلال الحرب على سورية.
وأضاف السفير الهندي أوجه التحية واصدق الأمنيات للسيد الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية والشعب السوري مثمناً العلاقات الودية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية الهند ومتمنياً لسورية السلام والتقدم والازدهار الدائم.
ثم تحدث السفير أحمد بعد ذلك عن معاني ودلالات هذا اليوم التاريخي الذي أًقر فيه الدستور الهندي وادى الى ظهور الهند كأكبر دولة ديمقراطية وجعل اقتصادها الأكثر نمواً بين الاقتصادات الكبرى في العالم منوهاً بأنه في العام الماضي اصبحت الهند أكبر بلد في العالم سكانياً ما يجعل ذلك تطورا زاخرا بالفرص ومليئاً بالتحديات في آن معاً.
ثم تطرق السفير الهندي الى اهمية الهند بالنسبة للعالم كون عدد سكانها يشكل سدس سكان العالم وبالتالي فإن نجاحاتها ستعود بالمنفعة على العالم ومشكلاتها ستنعكس على الجميع مضيفا بانه بغض النظر عن حجم الهند ومساحتها الجغرافية فإن تطورها في أي مجال سينعكس إيجاباَ على الجميع موضحا ان الهند تحتضن ديمقراطية شاملة لجميع مواطنيها ما ساعد على ايجاد الإمكانات الابداعية لشعبها كما زادت هذه الديمقراطية غنى بتنوعهم وزادت قوة بإيمانهم بالحوار والتعاون، لذلك فإن الهند تقدم نموذجاً لثقافة مركبة تعد اثباتاً حياً لإمكانية تقارب الحضارات.
واوضح السفير أحمد اهمية الهند اقتصاديا للعالم ونموه كونها تتبوأ الآن المركز الخامس عالميا بناتجها المحلي الإجمالي ومن المتوقع ان تصبح الاقتصاد الثالث عالميا خلال السنوات الخمس القادمة وان تكون المحرك الاقتصادي المهم للنمو والازدهار العالمي في هذا القرن هذا اضافة الى تطورها الرقمي ما يؤهلها لتكون نقطة انطلاق للمستقبل العالمي الرقمي.
ثم تحدث السفير أحمد عن ايمان الهند الراسخ بتعدد الأقطاب والعولمة العادلة والتعددية وان الهند تؤمن بالسلام لا بالصراع وبالشراكة لا بالهيمنة وبالتشارك الطوعي للخبرات والموارد وليس بالتبادلات الاستغلالية الخاسرة لافتا الى ان القوة الدفاعية والقوة البحرية للهند تمثل دافعاً قويا لتحقيق المنفعة المشتركة وحماية المصالح البحرية الدولية والمساعدة في ترسيخ السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
ولفت إلى ان فلسفة الهند موغلة في القدم وقد تجلت هذه الفلسفة بشعار ترأسها لمجموعة العشرين القائل ب” الأرض واحدة ، الأسرة واحدة ، المستقبل واحد”.
وأكد السفير أحمد بأن سورية تتعافى وتعود لإشراقتها المعهودة وستشهد مجددا تطورا وازدهارا اقتصاديا بما يؤدي الى تعدد ابعاد الشراكة السورية الهندية مشيرا إلى أن بلاده قامت بتقديم مساعدات إنسانية وبرامج بناء القدرات للشعب السوري خلال السنوات الماضية انطلاقا من السعي الدؤوب لتحقيق النمو والتقدم.
بدوره قال معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن رعد في كلمة له إن الهند لعبت دورا مؤثرا وفعالا في السياسة العالميه كونها من الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز جنبا الى جنب مع الجمهورية العربية السورية، ولعبت من خلالها دورا هاما في نصرة الدول وشعوبها للحصول على حريتها واستقلالها وانتهجت سياسة تتمثل بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وباحترام القانون الدولي وحقوق الشعوب المشروعة بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض اليوم لأبشع صور الإجرام الوحشي من قبل الكيان الصهيوني وداعميه، في ظل صمت وتخاذل دوليين، هذا الكيان الذي يقوم بانتهاك القانون الدولي ومقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وذلك بشن اعتداءات وهجمات إرهابية على المنشآت المدنية في الجمهورية العربية السورية، وخاصة المطارات والأحياء السكنية، تلك الانتهاكات التي تخل بالأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأكد رعد أن العلاقات المتميزة التي جمعت الهند وسورية أثبتت متانتها عبر السنين الماضية وحظيت بدعم كبير من شعبي البلدين.
وتابع: لا يسعني إلا أن اعبر عن تقديرنا لموقف الهند من الحرب الإرهابية التي فرضت على سورية،حيث كان موقفها واضحا وثابتا برفضه للتدخل الخارجي ودعم سورية في محاربة الارهاب ، كما حافظت الهند على علاقاتها مع سورية حيث لم تغلق أبواب سفارتها في دمشق وهذه العلاقات المتميزة توجت مؤخرا بزيارات متبادلة لوزيري خارجية البلدين في العام المنصرم والذي سبقه.
وأضاف رعد إن التعاون المشترك يمثل التعبير الأصدق عن عمق العلاقة التاريخية التي تجمع بلدينا الصديقين حيث أن التعاون السوري الهندي يتطور ويشمل الكثير من القطاعات والمجالات كالنقل الجوي والكهرباء والطاقة المتجددة والتعاون المالي والتجاري، إضافة إلى المجالات الثقافية والتعليمية عن طريق تقديم المنح الدراسية الجامعية والدراسات العليا والدورات التدريبية الأمر الذي يتطلب تعزيز هذه العلاقات الاقتصادية وتطويرها لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع البلدين.
وأضاف كما نعبر عن امتناننا الكبير لاستجابة جمهورية الهند العاجله لتداعيات الزلزال الذي ضرب سورية في ٦ شباط من العام الماضي من خلال إرسال المساعدات المتنوعة.
واختتم كلمته بالتهنئة للشعب الهندي الصديق بهذه المناسبة الهامة متمنيا للشعب والحكومة الهندية المزيد من التقدم والازدهار.
وتخلل الحفل فقرات فنية وفلكلورية وحضره عدد من الوزراء وممثلو الأحزاب وعدد من أعضاء مجلس الشعب، وبعض مديري الإدارات في وزارة الخارجية ورؤساء المنظمات والنقابات الشعبية والمهنية وعدد من السفراء المعتمدين وممثلي البعثات الدبلوماسية بدمشق ورجال وعلماء دين وأعضاء من الجالية الهندية في سورية وجمهور من الإعلاميين والمدعوين.